بقلم الحسين ابعسين
رغم الإشكالات والتعقيدات التي تنطوي على مفهوم المدينة الذكية في شموليته، فإن إحداث وتنفيذ هذا النموذج يحتاح
أولا إلى بنية مجتمعية واعية، أما ما نلاحظه ونعيشه اليوم في غالبية المدن الحالية فيحتاج منا
جميعا أفراداً ومؤسسات إلى وقفة تأمل وانتقاد ذاتي بناء لأفكارنا وتصوراتنا
وقناعاتنا أيضا، فحينما تصادف مثلا أشخاص يرمون بالنفايات من سياراتهم إلى الشارع
العام بداعي "كاين لي اجمعو" أو أن تجد القمامة قريبة منهم ببضع أمتار
ويُحدث نقطة سوداء من أكوام النفايات قرب منزله، أو أن تراه بشاربه الطويل ويبصُق
في الشارع قرب المرافق القريبة من عموم الناس أو أن يقضي حاجته قبالة تراث معماري تاريخي
يختزن ذاكرة قرون فهذا بعيد كل البعد عن فلسفة المدن الذكية وكيفية اشتغالها ونمط
العيش فيها وهذه أبسط الأشياء أما الحديث عن رقمنة جل الخدمات - الميزة الأساسية
للمدن الذكية- فيحتاج منا إلى كثير من الجهد والعمل الدؤوب وقليل من الكلام.
من
اللازم أولا وقبل كل شيء الاشتغال على توعية وتحسيس وتكوين إنسان واعي يحترم محيطه
بجميع تفاصيله (بيئة، مرافق، مؤسسات، شارع عام...إلخ) كما يحترم ما بداخل منزله
(من حرص شديد على نظافته وترتيب محتوايته...إلى طرق الاهتمام بالضيف إذا ما حلَّ
وقس على ذلك...).
المدن الذكية وبالنظر إلى حجم النقاش الدائر حولها من قبل مختلف الخبراء فإنها كيان قائم بذاته و #ثقافة تعبّر عن #نضج و #وعي
الإنسان ويجب أن تُزرع فيه منذ صغره - وأن تدمج في مختلف المناهج الدراسية- أما
إذا كان هذا الإنسان (الكائن الذي ميّزه خالقه عن باقي الكائنات بملكة العقل) غير
واعٍ وغير مسؤول أولا عن أفعاله فلا مدينة ذكية تلوح في الأفق ، لأن البنية الأولية غير مبنية جيدا.
المدينة الذكية = ثقافة ونمط من التدبير الجيد والذكي لنظم وأنساق المذن والانتقال بها من مجرد عمران ومباني إلى تفكير أوسع من ذلك.
📝 من وحي تفاعل حول المذن الذكية.