السبت، 14 سبتمبر 2024

عندما يكون التعليم الجيد لأفراد المجتمع مفتاحا لرفاهيتم وحصنا منيعاً لكل الانزلاقات، الانحرافات والفوضى وصمام آمان استراتيجي لتحقيق النهضة 🎯

بقلم الحسين ابعسين
oubaassin@gmail.com                                                                   

كثيرا ما نقرأ في الإحصائيات ومختلف الجرائد والنشرات المهتمة بكل التصنيفات والمؤشرات التي تضع الدول في ميزان الضعيف والقوي، سواء العلمية، التقنية، التنموية، إنتاج/تقاسم الثروة، الناتج الداخلي الخام للبلدان وعلاقته باقتصاداتها وكذا بأوضاعها الاجتماعية والثقافية والسياسية... إلخ. ونجد من تلك الإحصائيات عند إجراء المقارنات ما يبرز مدى تغلل دور التعليم في النهوض بالأفراد ورفاهيتهم خاصة في مجتمعات الشمال وانعكاس ذلك بارز لكل مطلع على سلوك الإنسان بغض النظر عن بعض الاستثناءات والنقاط التي قد نختلف فيها سواء ثقافيا أو اجتماعيا...

لكن على العموم يتضح جليا ومما لا يدع مجالا للشك كيف حوَّل التعليم هذه المجتمعات من كابوس الحروب والتطاحنات إلى مجتمعات مزدهرة، قوية ومنافسة من حيث مستوى البنية التحتية الجيدة وعلى جميع المستويات "من طرق، مؤسسات تعليمية وصحية بمعايير أكثر صرامة، مؤسسات تعرف ما لها وما عليها اتجاه مرتفقيها ومواطن يعرف ما له وما عليه اتجاهها كذلك، في مشهدٍ الكل فيه ينخرط وينصاع نحو تحقيق المصلحة الفضلى لمجتمع قوي ورائد...

على عكس ذلك فعندما نتجه نحو دول أخرى متخلفة (وهنا القصد التخلف عن ركب الدول المتقدمة ذات تموقع اقتصادي عالمي) أو كما يحلوا للبعض أن يسميها بدول الجنوب أو دول العالم الثالث رغم اختلافنا المطلق في هذا التوصيف ومنطلقاته، فإننا نجد أن المقومات والمؤهلات المتوفرة في هذه الدول أكثر بكثييير من تلك المتوفرة في دول الشمال التي استطاعت بفضل التعليم الجيد لمختلف فئات المجتمع أن تصل إلى ما وصلت إليه في مستويات التنمية والرفاهية. 

يبقى السؤال الذي يمكن طرحه كيف لدول خرجت من براثين الجهل والأمية والتبعية... إلى دول قوية اقتصاديا في غضون سنوات قليلة وأخرى لا زالت تقبع في مستويات مقلقة على صعيد مؤشرات التنمية وجودة الحياة...

إن القاسم المشترك بين الدول التي حققت نموا ورفاهية لمجتمعاتها هو ضمان تعليم جيد للأفراد وجعله المفتاح الأول والأخير للتربع على سكة ومسار التنمية الصحيح.

تعليم جيد للأفراد يعد مفتاحا للتدبير الجيد والعقلاني للموارد والمؤسسات ومختلف القطاعات الاستراتيجية الحيوية وضامنا لتحقيق التنمية المنشودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق