oubaassin@gmail.com
تقديم
الفصل الأول: أوليات مفاهيمية
1. مفهوم المجال « L’espace » مقاربة فلسفية انتروبولوجية، ابستمولوجية، جغرافية
2. مفهوم المجال الجغرافي «espace géographique» وأنواعه
الفصل الثاني: الاتجاهات والمدارس التي اهتمت بالمجال الجغرافي
1. المدرسة الكمية «géographique quantitative»
2. تيار الجغرافيا النفسية (علم النفس الجغرافي) «psycho - géographie»
3. تيار الجغرافية السلوكية
4. جغرافية التمثلات و التصورات المجالية «la géographie des représentations»
5. الجغرافيا الراديكالية الماركسية، الجغرافية النقدية «la géographie radicale»
6. الجغرافية التطبيقية
خاتمة
المراجع المعتمدة
تـقديم:
يعد المجال والمجال الجغرافي في قلب اهتمامات الفكر الجغرافي الحديث (الجغرافية المعاصرة)، وذلك باعتباره مختبر الدراسات بالنسبة لعلم الجغرافيا، ومما لاشك فيه أن اهتمام الجغرافيا بالمجال شكل قفزة نوعية في فهمها للظواهر البشرية، الطبيعية والمجالية، والكشف عن التوزيع الجغرافي لها، وكذلك في التعرف أكثر على العلاقات القائمة بين المجال والإنسان وطرق استغلال هذا الأخير له. وانفتاح علم الجغرافيا على مجموعة من العلوم الاجتماعية الأخرى كعلم الاجتماع الانتروبولوجيا وعلم النفس والابستيمولوجيا... جعلها تكتسي صبغة الحيوية في دراستها للمجال بجميع العناصر التي تستوطنه. فاهتمام الجغرافيا بالمجال ليس وليد الصدفة وإنما كان نتيجة الإحساس بالاختلالات المجالية بين مختلف البلدان، بين المدن والقرى، بين الريفي والحضري، بين المركز والهامش، ومظاهر التخلف التي كانت سائدة ومتفشية، ثم المشاكل المتفاقمة التي أصبحت تعاني منها مختلف المنظومات الكونية والمتعلقة أساسا بالتنمية والبيئة والتهيئة والتخطيط... كل هذا دفع بالجغرافيا والجغرافيين إلى التفكير في المجال باعتباره أولا مجالا متشابكا من العلاقات والتفاعلات بين العناصر الطبيعية والبشرية، وميدانا لمختلف الرهانات وللتقاطعات المجالية بين ما هو دولي ووطني، جهوي وإقليمي ومحلي، عن طريق البحث عن آليات جديدة وتقديم الحلول للحد من المشاكل المطروحة، والمساهمة في تهيئة المجال. إلى جانب هذا، فإن معظم الجغرافيين خاصة المعاصرين يرون أن دور عملهم لا ينحصر فقط في دراسة المجال/المجال الجغرافي، بل يجب المشاركة في تنظيمه وإعداده وتهيئته، على اعتبار أن الجغرافيا قبل كل شيء طريقة ومنهج للتفكير في المجال (savoir penser l’espace)، كما أن دراستها لهذا المجال تتميز عن بقية العلوم بنظرة شمولية للظواهر المجالية حيث يتفاعل فيها ما هو بشري وطبيعي.
لكن ما يهمنا نحن في هذا المقال هو محاولة الإجابة عن بعض التساؤلات والإشكاليات التي يطرحها موضوع المجال وعلاقته بالجغرافيا ومختلف العلوم الأخرى وتبيان مختلف العلاقات التي تطبعه.
وللإحاطة بهذا الموضوع طرحنا بعض التساؤلات سنجيب عليها فيما سيأتي:
- ماذا نقصد بمفهوم المجال؟، وما هو المجال الجغرافي؟
ولماذا اهتمام الجغرافيا والجغرافيون بالمجال عموما وبالمجال الجغرافي خصوصا؟
وما هي المدارس والاتجاهات التي تناولت الموضوع؟
الفصل الأول: أوليات مفاهيمية
1. مفهوم المجال L’espace مقاربة فلسفية انتروبولوجية، ابسيتمولوجية، جغرافية
لقد اختلفت التصورات حول مفهوم المجال على مر العصور بين الفلاسفة الكلاسيكيين والحداثيين فهناك من استعمل المكان والفضاء (خاصة في الهندسة) عوضا عن المجال. إذ تعددت الرؤى في تحديد معنى ومفهوم المجال بدلالته الواسعة فكل يعرّفه حسب زاويته الخاصة ووفق منظوره الخاص، مما يجعل توحيد المفاهيم يطرح عدة تحديات. ومن هذا المنطلق نطرح تساؤلات ذات علاقة بالموضوع من قبيل: ما هو المجال؟ وما مرجعيته؟ ومتى ظهر هذا المفهوم؟ وهل يمكننا أن نستعمل المكان عوض المجال؟، ما هي تمثلات وتصورات الإنسان للمجال؟ هل يملك هوية؟وما هي حدوده؟ كيف يتعامل الجغرافييون مع المجال والمجال الجغرافي عند دراستهم لمختلف الظواهر...إلخ.
قبل البدء في تحديد مفهوم المجال معنىً ودلالةً من الناحية الجغرافية لابد أن ننطلق من التحديد الإبستيمولوجي والفلسفي. إذ إن أنجع السبل لمقاربة مفهوم المجال، المنهجية الشمولية الديناميكية مع تفادي تعدد المحتوى، فانطلاقا من كون مفهوم المجال قبل كل شيء بؤرة تقاطعات لعدة معارف، من فلسفة ورياضيات وعلم نفس وجغرافيا وتاريخ واقتصاد، بل وأنثروبولوجيا وسوسيولوجيا...إلخ، فهذا التعدد مبدئيا يطرح تنوعا وتعددا في الدلالات المعرفية وكيف يتصور كل حقل معرفي هذا المفهوم وينظر إليه.
لقد ذهب بعض فلاسفة اليونان القدماء من أمثال أرسطو إلى اعتبار "المكان مقولة منطقية ذهنية ومعنى كليا لا تستقيم المعرفة بدونه. والمكان، بذلك كمقولة، محمول في قضية أو تصور ساذج ليدرجه بذلك في العلم المنطقي العملي الذي اعتبره أداة العلوم (أورغانون)".
أما البعض من فلاسفة الإسلام من أمثال الرازي فاعتبر المكان إلى جانب الزمان والنفس والهيولى (توجه وثني واضح لا تخفى أهميته أثناء الفحص الأنتروبولوجي، أما ابن سينا وابن رشد فقد نقلا المفهوم إلى المجال الطبيعي. فالمكان عند ابن سينا: "ليس بجسم ولا مطابق لجسم، بل محيط به، بمعنى أنه منطبق على نهايته انطباقا أوليا". وعند ابن رشد: "هو النهاية المحيطة لكونها استكمالا للأجسام المتحركة وغاية تحريكها. أما الألماني كانط بحسه الانثروبولوجي العميق أقر بعدم إمكانية التحدث عن المكان إلا من وجهة نظر الإنسان.
بعد كل هذا ظهرت الإبستومولوجيا المعاصرة والتي أحدثت رجة في تصور المكان "المجال". وذلك إثر الثورات الرياضية والفيزيائية، سواء مع نظريتي الكوانطا والنسبية، أو مع الهندسات اللاأقليدية، الثورات التي مكنتنا من إعادة سبك تصور هذا المفهوم ببنائه وصياغته مع التصورات الفلسفية الكلاسيكية. وبذلك تغير التوجه نحو العلاقة، بدل الماهية، وبدأ الاهتمام بالأبعاد والمقادير (إحداثيات، انغلاق، انفتاح، ما بين، تبادلية، تقاطع…) بدل الحدس والطبيعة. ففتحت الرياضيات والفيزياء بذلك البعد النسبي للمجال. وهي الخلفية المعرفية التي تحكمت في التصورات المعاصرة حول المجال، سواء كمجال الإدراك في علم النفس أو المجال الجغرافي أو حتى الأنثر-سوسيو- ثقافي…[1].
بالموزاة مع هذا سيتم اعتبار المجال ليس سوى ذلك المعطى الموجود مسبقا والمحدد المعيق للحريتين الذهنية والفعلية، لكن مع فعل إنساني سيتلاءم مع مفهوم المعمور (oekoumène) الجغرافي ليتجاوزه إلى ربط واعٍ بين المجال كموطن والمجال كسلطة والمجال كرمز ومعرفة… تلك هي الأنثروبولوجيا وذلك قدرها المجبر للإنسان الذي لا يمكن أن يكون سوى ما هو، عبر شروط محددة، منها المجال والتراب والإقليم والأرض والمسافة والامتداد.. فإذا بنا أمام الاختيار الجبري، أو الجبر الاختياري، وأمام جدلية الفعل والانفعال، ذلك القانون الفيزيائي النيوتوني الذي سيتمدد ليسع النسبة والفهم بدل السببية والحتمية الساذجتين، والتكاملية والديناميكية بدل قانون العطالة [2]. وهذا الجدل هو الذي شكل حافزا وممهداً أمام ظهور الاهتمام بالمجال كمفهوم يوَطَّر من قبل الفلسفة، الرياضيات والفيزياء...
إن مفهوم المجال أيضا يتقاطع، بشكل ضروري، مع مفهومين آخرين هما السلطة والرمز، إذ امتلاك المجال امتلاك للسلطة، كما أن امتلاك السلطة امتلاك للمجال، وامتلاك الرمز امتلاك للسلطة والمجال، وبذلك يصبح الفعل المجالي فعل سلطة وثقافة رغم كون المجال يبدو غالبا محايدا ولا مباليا، وهو سلوك مساعد في اقتصاد التحكم والسلطة. تحاول السلطة أن تحتوي المجال بالمعرفة، ويحاول المجال المقاومة بالعقبات الطبيعية أو الثقافية، بالتلون والقناع كما تحاول المعرفة أن تنشئ لنفسها مجالا داخل المجال [3].
بعد الحديث عن مفهوم المجال والصيرورة التي مر منها. إذن فماذا نعني بالمجال في العلوم الاجتماعية والإنسانية عامة والجغرافيا خاصة؟، مع الإقرار مسبقا أنه لم يتم الحسم من قبل مختلف التخصصات التي اهتمت به في إعطائه تعريفا موحدا إذ اختلفت التعاريف والتصورات والمقاربات ووجهات النظر، إذ نجد مثلا:
لالاند في معجمه يرى أن المجال "ليس شيئا وليس إحساسا، ولكنه إنتاج وبناء ذهني: مثال التجريد" ثم يضيف: إنه "بالنسبة لعلماء النفس لا يوجد سوى مجال واحد هو الذي ندركه واقعيا وهو المجال البصري".
أما معجم علم النفس، فيتحدث عن مجالات وليس عن مجال واحد، فهناك المجال السمعي ومجال الجسم ووضعه، ومجال الإشارات والمواقف والمجال البيئي والإسقاطي (لدى بياجي) ثم المجال الحيوي. ويعطينا كارل لوين تعريفا يقول فيه: إن المجال هو "مجموع محددات حالية، داخلية وخارجية لسلوك شخص أو جماعة.
وفي معجم الجغرافيا يعد المجال بمثابة: "التراث ومكاسب التهييئات السابقة، الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية، ومسرح رهانات قوة دائمة…" كما يسعفنا بمقارنة المجال الجغرافي كما حدد في التعريف، مع المجال الاقتصادي الذي حدده F.Perroux والذي يرى: "أنه مجال مجرّد شبه رياضي (مجموع العلائق المجردة) وضد الابتذال". ومن المقارنة ندرك أن المجال الجغرافي حقل واقعي للرهانات وصراع القوى ومجال لتقاطع فاعلين كثر. وقد يكون حسب J.R.Boudeville إما متجانسا أو غير متجانس –مستقطب- أو تصميما، وهو تطبيق على مفهوم الجهة وليس على مفهوم الوطن كما فعل Perroux. إن المجال أيضا وسيلة للتوصل إلى هدف وغاية.
أما المجال حسب معجم Robert فيعرفه كما يلي"الفضاء أو المجال لغة، هو مكان له معالم واضحة أو أقل وضوحا، ويعني جزء أو كل محدد من مساحة الأرض...".
إن المجال شيء يتغير، يختلف، يتقطع، ينقسم، يتمدد، لكن رغم كل ذلك يملك "هوية" وشخصية، وقابل للمحلية والتعريف تبعا لخصائصه كتراب، كإقليم وتاريخ وإيقاع...ومن ثمة أهمية بُعد التقليد La tradition في جينيالوجيا طرس palmpseste المجال- السلطة، بُعد يختلف تماما عن دلالته السلبية نحو دلالته الإيجابية التي بها تملأ الجماعات طقوسها حتى لا تصبح حركات غير ذات معنى [4].
وفي معجم Hachette "المجال هو تلك المساحة التي تشمل جميع الكائنات والعناصر المحدودة على نطاق ما".
أما تعريف المجال في المعجم الجغرافي المعاصر A Modern Dictionary of Geography "فالمجال هو المنطقة التي تحتلها الكائنات، وحجم المسافة والمساحة التي تتوزع فيها جميع الظواهر الموزعة على الأرض، والبعد الأساسي لهذا المفهوم عند الجغرافيين والجغرافيا هو التوزيعات والعلاقات المكانية".
فإلى حدود الآن، ورغم كل ما ثم الحديث عنه فيما يتعلق بمفهوم المجال فيعتبر من أكثر المفاهيم إشكالية وتعقيداً، لما يحمله من غنى في الدلالة والإيحاء، الرمزي والسميائي، ولما يتصف به من مفارقة، ولازال يكتنفه الغموض حتى في وقتنا الراهن. (إذ تم استبداله من قبل مختلف التخصصات بمفهوم التراب) فهو مفهوم يجيد لعبة الوجه والقناع والإخفاء بالإبراز، يخفي أحيانا ما ينبغي أن يظهره ويبرز أحيانا أخرى ما هو من المفروض أن يختفي…يبدي الوضوح والجلاء والبساطة بل والبداهة الحدسية، ويضمر اللبس والغموض...ودراسته تقتضي الفطنة وإعمال الحذر في التعامل مع مختلف مكوناته. إذن فما نقصد بالمجال في الجغرافيا؟ ومتى ظهر؟ وكيف تناولته مختلف المدارس؟ (ما سنتطرق إليه فيما بعد).
بالرجوع إلى مختلف الكتابات الجغرافية التي اهتمت بالموضوع فيعد المجال مفهوم حديث النشأة ظهر في الفكر الجغرافي منذ الستينات ومندئد أصبح من بين المفاهيم الجغرافية الأكثر تداولا خلال الفترة المعاصرة، ويلاحظ الجغرافي الفرنسي P. Pinchemel أنه مند الستينات أصبحت كلمة "المجال" تعوض كلمة "الجغرافيا"، كما أن كلمة" المجالية" أصبحت تحل محل كلمة "الجغرافية" ومع ذلك، فهذا لا يعني أن هذا المفهوم مرادف لكلمة الجغرافيا (كعلم)، بل هو مجرد مفتاح من مفاتيح التحليل الجغرافي. وكلما ذكر المجال إلا واقترن بما يسمى بالمجال الجغرافي [5]، ولابد للإشارة أيضا إلى كيف تحولت كلمة "المجال" بشكل تدريجي واستبدلت من قبل مختلف الباحثين في مختلف العلوم ب"التراب" territoire.
لقد تطور مفهوم المجال في الجغرافيا مند الربع الأخير من القرن الماضي. إذ اعتبره الجغرافيون أساس مادتهم ومحور موضوعهم، إذ طوروه بغرض نمذجة خصائصه انطلاقا من أبعاد نظرية. إنه مجال علاقات ونتاج اجتماعي منظّم يتكون من فاعلين وقوانين وقواعد تنظيم وتباين... وقد توسّع المصطلح ليصبح فيما بعد مجالا معاشا وموضوع بحث للممارسات والتمثلات من طرف الأفراد والجماعات، الشيء الذي يحدد المجال.
إن المجال أصبح ميدان التملك والاستغلال والتواصل والسكن والتدبير والتي كلها أفعال تهيكل المجال. وهذه البنيات إما مادية كالمنشئات والمساكن والمعامل والبنيات التحتية، وقد تكون غير مرئية لامادية ولكنها حقيقية كالعلاقات، والتدفقات، والتنظيمات، كما قد تكون رمزية وفكرية والتي قد تؤثر في تنظيم المجال [6]. كما أن هذا الأخير لا يظهر بنفس التنظيم إذ يختلف ويتطور [7] في الزمان.
2. المجال الجغرافي L’espace géographique
يعد المجال الجغرافي أو الحيّز الجغرافي الذي يقوم - بمفهومه الواسع - على فكرة الاحتواء، أي إنه محتوى الأشخاص والأشياء. والحيّز هو المكان، والمكان هو "الوعاء الفكري للمحتوى المكاني" container view of space، وهذا الإطار الفكري يمَكّن من وصف الأشياء وتوزيعها في المكان. والمجال الجغرافي ليس إلا مجالا من المجالات الممكنة. فهو علاقة الأشياء المجودة على سطح الأرض إما فيما بينها أو في تفاعل بينها وبين الإنسان.
وعلى الرغم من أن المكان مفهوم مجرد لا وجود له في الحقيقة، فإننا لا نستطيع أن ندرك الأشياء إلا متحيزة في المكان ومتعاقبة في الزمان؛ لأن كل ظاهرة تحدث في المكان تحدث أيضاً في الزمان.
يقول "Olivier DOLLFUS" معرفا المجال الجغرافي: "قبل تعريف المجال الجغرافي لابد من دراسة خصائصه، فالمجال الجغرافي أولا موطَّن (localisable) ومختلف (différencier). "فالمشهد مثلا لا نجده مماثلا لأخر"، ونفس الشيء بالنسبة "للمجال الجغرافي" فهو ذلك المجال المتغير الذي يصف ويوضح الوجه المتغير باستمرار للأرض، والوصف هنا ضروري للشرح. لكن من خلال ملاحظة المجال (المشهد)، وتحليل موروثات الماضي التي تقودنا إلى دراسة التفاعلات، وهذه الأخيرة تعتبر من الأسس التي تنبني وتسير عليها المنهجية الجغرافية" [8].
أما R. Brunet فيحدد المجال الجغرافي على"أنه نطاق الأراضي المستخدمة والمبني من قبل المجتمعات البشرية لاستمراريتها، ويضيف أن المجال الجغرافي لا ينحصر فقط في الطعام والمأوى بل أكثر تعقيدا حيث هو نتاج لنشاطات وأعمال بشرية لا تنتهي، فهو أيضا مجال مليء بالصراعات... إن المجال الجغرافي إذن عبارة عن حامل support –comportent لمجموعة من الفاعلين (الأفراد والأسر والجماعات والشركات والسلطات المحلية...إلخ) الذين يدخلون في إطار صراعات ومصالح، وهذا ما يؤدي إلى بناء المجال" [9].
والمجال الجغرافي مجال لمجموعة من الأماكن والعلاقات والتفاعلات، بحيث لا وجود لمجال بدون تفاعلات مع مجالات أخرى، فهذه الأخيرة موجودة فقط في ترابطها مع مناطق أخرى من العالم [10].
إن مفهوم أيضا المجال الجغرافي أداة وضعها الجغرافيون لصورنة خصائص المجال الأرضي صورنة علمية. وتتلخص هذه الخصائص في كونه معطىً، منتجاً، مدركاً ومعاشاً. فهو كمعطى له بعدان: فزيقي، وبيئي [11].
إلى جانب هذا فالمجال الجغرافي مفهوم يتسم بطابعه الفضفاض ويمكن تعريفه من زوايا متعددة ومختلفة :
أ- المجال الطبيعي espace naturel
وهو مجال طبيعي بما يحتوي عليه من ظواهر طبيعية متنوعة ومتفاعلة، ويعرفه الجيومورفولوجي الفرنسي J.Tricart قائلا "إن المجال كمفهوم طبيعي هو كل الغلاف الحيوي للأرض la biosphère وهو نتاج علاقات التفاعل بين كل أغلفة الأرض بما في ذلك من الغلاف الصخري، الغلاف الهوائي، الغلاف المائي، والمجال الطبيعي هو القاعدة الأساس التي عليها تنبني المجالات الأخرى".
ب- المجال الجغرافي كمنتوج اجتماعي ثقافي espace social culturel
يمكن اعتباره من نتاج المجتمعات البشرية، وبالتالي فهو يعكس العلاقات الاجتماعية السائدة من قيم وعادات وأفكار وأشكال التنظيم الاجتماعي، وأشكال استغلال المجال، وهو كذلك مجال يعكس تاريخ المجتمع باعتباره أولا ميدانا للأحداث التاريخية، ثم ثانيا لما يحمله من آثار ومعالم تراثية. لقد أخذ الجغرافيون عن علم الاجتماع مفهوم المجال الاجتماعي الذي هو حصيلة المجال الحيوي الذي يجمع، إلى جانب العناصر الفيزيقية (المكان الذي يوجد فيه الشخص وأثاثه وترتيب الأثاث، وأوضاعه..)؛ المجال الاجتماعي (أي البيئة والأشخاص الذين نتعامل معهم، علاقتنا بهم...) [12].
ج- المجال الاقتصادي espace économique
ويمكن اعتباره كذلك، نظرا لما يحتوي عليه من مؤهلات وموارد اقتصادية أولية قابلة للاستغلال أولا، وثانيا لأنه ميدان للأنشطة الاقتصادية إذ عليه تتوطن المنشآت الاقتصادية (الموقع، المسافة، الكلفة)، ولأنه ثالثا مجال تخترقه السلع والأموال والخدمات والاتصالات، ولأنه رابعا عبارة عن مجال مستقطب espace polarisé على شكل شبكة معقدة من العلاقات الاقتصادية بين مختلف الأقطاب والجهات والأقاليم الاقتصادية.
د- المجال الجغرافي مجال معاش ومدرَك espace vécu et perçu
أي أن تمثل المجال الجغرافي كمجال معاش ومدرك يختلف حسب الأفراد والجماعات، فلكل فرد تصور وتمثل دهني وإدراك حسي خاص للمجال الذي ينتمي إليه ويتفاعل فيه، وهذا الإدراك والتصور هو الذي يحدد المواقف والممارسات والسلوكات النفسية للشخص أثناء تعامله مع هذا المجال الجغرافي [13].
وخلاصة لما سبق ذكره، فيمكن اعتبار أن مفهوم المجال الجغرافي هو ذلك القاسم المشترك بين جميع العلوم من جهة، وجميع الفروع الجغرافية من جهة أخرى، طبيعية كانت (التضاريس، النبات، الجيولوجيا المناخ...) أم بشرية ويتعلق الأمر هنا بالجغرافية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية... لكن الأهم والجوهري في الدراسات الجغرافية هو إظهار وإبراز الخصائص المجالية للظواهر المختلفة وتوزيعها الجغرافي في المجال. هذا الأخير تتقاسمه -كما سبقت الإشارة إلى ذلك- معظم العلوم الأخرى بدون استثناء. وتجدر الإشارة إلى أن اهتمام الجغرافيا بالمجال وجعله من أولوياتها تولّدت عنه مجموعة من المدارس والاتجاهات، إذن فما هي هذه المدارس والاتجاهات التي اهتمت بالمجال الجغرافي؟ وهذا ما سنتطرق إليه خلال الفصل الآتي.
الفصل الثاني: الاتجاهات والمدارس التي اهتمت بالمجال الجغرافي
لقد ساهم اهتمام الجغرافيا بالمجال والمجال الجغرافي في ظهور مجموعة من المدارس والاتجاهات، هاتين الأخيرتين كل واحدة لها تصوراتها واهتماماتها ودراساتها للمجال الجغرافي ومن هنا سنقوم بعرض البعض من هذه المدارس واهتماماتها.
هذه المدرسة حديثة العهد ظهرت بداياتها في البلدان الأنجلوساكسونية (السويد والولايات المتحدة وكندا) خلال الخمسينات والستينيات، والتي ساهمت بشكل كبير في تطوير منهج علم الجغرافيا وأساليب، وطرق معالجة وتحليل البيانات والحقائق الجغرافية وذلك من خلال استعمالها المعادلات الرياضية والإحصائية واعتماد النماذج والأشكال الهندسية، في أفق علمنة الجغرافيا مع القيام بالتعميمات واستخلاص القوانين والنظريات تأسيسا بالمنهج الاستقرائي الوضعي الذي أكد فاعليته في العلوم التجريبية.
انطلقت هذه المدرسة من جامعة سياطل بولاية واشنطن الأمريكية، وانبثقت منها ما بين 1955-1960 خلية للبحث الجغرافي ضمت نخبة من الجغرافيين الكبار أمثال إدوارد لويس أولمان، وليام جريسن W.Garrisson، ورتشارد موريل R.Morrill وفرد نستوين Fred Nystuen وآخرون، اللذين انتقدوا مناهج الجغرافيا الكلاسيكية وحاولوا بناء جغرافيا جديدة على أسس المنهج الوضعي، تهتم بدراسة البعد المجالي للظواهر الجغرافية عبر تحليل مختلف علاقاتها وتفاعلاتها المكانية. وسرعان ما تفرقت هذه المجوعة في بداية الخمسينات حيث التحق أعضاؤها بمختلف جامعات الغرب الأمريكي كشيكاجو آيوا وميشجان أهايو... مما ساهم في انتشار أفكارها في جل الجامعات المهتمة بالقضايا المنهجية وبتجديد أسس التفكير الجغرافي. وبذلك أصبحت الوسائل الكمية تدرّس في شعب الجغرافية.
ومن ميزات هذه الجغرافيا الكمية أنها ركزت على جانبين أساسيين:
أ- الاعتناء بتطوير المنهج الجغرافي بتبني المنهج الوضعي المعاصر والاستعمال المكثف للوسائل الكمية. وبالتالي كان الهدف هو علمنة الجغرافيا كما سبق وأن أشرنا إلى ذلك ثم العمل على تجاوز مرحلة الوصف والاهتمام بالتفسير العلمي للظواهر الجغرافية من خلال صياغة قوانين ونظريات.
ب- أن هذه المدرسة ركزت من خلال أبحاثها حول مفهوم واحد هو "المجال"، فهي لاتهمها الظواهر الجغرافية في حد ذاتها بقدر ما تهمها علاقاتها وتفاعلاتها المجالية على اعتبار أن المجال هو القاسم المشترك الذي يجمع بين كافة فروع الجغرافيا. وكان الهدف من ذلك هو جعل الجغرافيا علما لتنظيم المجال الجغرافي.
ومن بين الانتقادات التي وجهت لهذه المدرسة رغم ايجابياتها:
- غياب النظرة الشمولية للظواهر المجالية حيث ركزت على ما هو اقتصادي، وأغفلت الجانب الاجتماعي، السلوكي والثقافي. كما أن ما يعاب على هذه المدرسة اعتبارها أن الإنسان مجرد كائن اقتصادي.
- اقتصارها على مفهوم المجال دون المفاهيم الأخرى كالمشهد والبيئة.
- أنها ركزت على الجانب المنهجي على حساب الجانب الابستيمولوجي.
لكن رغم كل ما وجِّه لها من انتقادات فساهمت بشكل كبير في تطوير الفكر الجغرافي المعاصر، ويرجع الفضل لها أيضا في تنوع أساليب التعبير الخرائطي، ومعها تجلت البنيات المجالية وتدققت. كما كان لها الفضل أيضا في إبراز العلاقات والترابطات المجالية بين الظواهر الجغرافية ومكنت الجغرافي من استخلاص القوانين.
وفي مقابل هذه المدرسة ظهرت مجموعة من التيارات الأخرى:
2- تيار الجغرافيا النفسية
ظهر هذا التيار في الجغرافيا نتيجة انفتاح الجغرافيا منذ الخمسينات والستينات في ق 20 على علم النفس. ومعه ظهر ما يسمى ب "علم النفس الجغرافي la psycho–géographique " انبثق من خلال هذا التيار اتجاهين.
3- الجغرافيا السلوكية le behaviorisme
نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1913 على اثر نشر أعمال عالم النفس الأمريكي J.B Watson وساهم مجموعة من علماء النفس في تطويرها مثل Clark Hull ،Edward Tolman، وBurrhus Skinner. تجسّد هذا التيار من الخمسينات في مدرسة شيكاغو، يعتبر هذا التيار من المنتقدين الأوائل للتوجه الكمي الاقتصادي في الجغرافيا البشرية. يعتمد هذا التيار على المنهج الوضعي على عكس التيار الكمي، ويعتبر J.Wolpert وBouding Kenneth متزعمي هذا التيار. حاولوا اقتباس بعض الأفكار من مبادئ علم النفس التجريبي وقاموا بتطبيقها في تفسير سلوكات الأفراد في تعاملهم مع المجال الجغرافي. وركزوا في ذلك على مفهوم الإدراك الحسي، أي الأحاسيس والسلوكات الخارجة عن سلوك الفرد (الواردة من المجال الجغرافي) على اعتبار هذا الأخير مجال مدرك espace perçu ومجال معاش espace vécu، أي أنه يشكل إطار عيش الإنسان يتفاعل وينسج معه شبكة من العلاقات النفسية والوجدانية. إن متزعمي هذا التيار طرحا أفكارا جديدة في الجغرافيا مفادها أن تعامل الشخص مع المجال الجغرافي لا تحكمه دائما المعطيات أو المصلحة الاقتصادية وحدها بل يتخذها على أساس تصوراته وإدراكه النفسي (الحسي) للواقع المعاش وللمجال الجغرافي الذي يعيش داخله. و يُفهم من هذا أن الإدراك الحسي لدى الفرد يساهم في فهم وتفسير الظواهر الجغرافية [14].
4- جغرافية التمثلات والتصورات المجالية La géographie de représentation
إن تركيز التيار السلوكي على السلوكات المادية للأفراد، ودراستها وفق المنهج الوضعي واستبعادهم كل ما هو مخفي وغير قابل للملاحظة والتجربة (الشعور الباطني والتصورات الذهنية للأفراد)، جعلهم عرضة لمجموعة من الانتقادات خاصة من التيار الظاهرياتي الذي يربط مسألة الإدراك بالتصورات والتمثلات الذهنية للأفراد. وفي ظل هذا الجدل القائم ظهر هذا التيار الجديد "جغرافية التمثلات المجالية" وحسب هذا التوجه فإن المجال الجغرافي يخضع في البداية للإدراك الحسي من طرف الفرد، ثم يعطي له بعد ذلك دلالات رمزية وقيم معينة (valeurs) على أساس خبراته وتجاربه السابقة المتضمنة في ذهنه. ومع هذا التوجه ثم ابتكار الخرائط الذهنية والتي تبرز الكيفية التي يتصور ويدرك بها الأفراد المجال خاصة على يد Peter Gould وزميله Rodney White.
إن جغرافية التمثلات، جغرافية تعنى بالحركة والعمل ودراسة تنظيم المجال والممارسات المجالية الناتجة عن ذلك. إن المجال الجغرافي مجال يتداخل فيه المدرك والمعاش والمتمثل، ويحيل بكثير من العلامات والرموز والقيم الفردية والجماعية، ومن ثم فهو يتجاوز التصور اللأوقليدي ذا النظرة الأحادية للظواهر الجغرافية. لقد أدى إدراج التمثلات في الخطاب الجغرافي منذ الخمسينيات إلى خلخلة كثير من المفاهيم المهيكلة للبحث والتدريس على السواء، مثل المجال والمقياس والإقليم والمكان...[15].
5- الجغرافية الماركسية الراديكالية
وتهتم في دراسة ظواهر الجغرافيا البشرية باستعمال المفاهيم والمنهج الماركسي، فالجغرافيون الماركسيون يعتبرون المجال الجغرافي بمثابة البنية التحتية (infrastructure). وهذا المجال عبارة عن منتوج اجتماعي يعكس العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية السائدة في المجتمع والتي يسمونها بالبنية الفوقية. وإذا كان الجغرافيون الراديكاليون يركزون على انتقاد الميز والتفاوتات المجالية اجتماعيا واقتصاديا والتي تطبع المجتمع ويكون لها انعكاس على المجال الجغرافي سواء في المدن أو الأرياف فإن القضية التي يدافعون من أجلها تحقيقها هي العدالة الاجتماعية.
6- تيار الجغرافيا التطبيقية La géographie appliquée
يعد هذا التيار من أحدث التيارات الفكرية المعاصرة في علم الجغرافيا، فهو لم يبدأ في الظهور إلا منذ حوالي عقدين من الزمن. وارتبط أساسا بمبدأ التخطيط الذي كان سائدا في الاتحاد السوفياتي سابقا، وانتشر بعد ذلك في الدول المتقدمة. وفي هذا الصدد فجل الجغرافيين يرون أن دور الجغرافيا لا يقتصر فقط على دراسة المجال الجغرافي، بل يجب إشراكهم في تنظيمه وإعداده وتهيئته، لأن علم الجغرافيا قبل كل شيء هو طريقة ومنهج للتفكير في المجال s’avoir penser l’espace، وميزتها هي النظرة الشمولية للظواهر المجالية حيث التفاعل بين ما هو بشري وطبيعي.
خـــاتمة
وخلاصة القول فموضوع "المجال" و"المجال الجغرافي" في علاقته بعلم الجغرافيا يكتسي أهمية بالغة في التعرف على الظواهر الجغرافية وتوزيعها مجاليا وتتبع دينامياتها زمانيا، وفهم العلاقات والترابطات التي تميزه وتطغى عليه، هذا من جانب، والتعرف على الكيفية التي يُستغلّ وينظَّم بها المجال من قبل الإنسان وما هو تصوره اتجاه مجاله المعاش والمدرك لفهم أكثر للعوامل المؤثرة في المجال، مباشِرة كانت أم غير مباشِرة من جانب أخر. إن أهمية علم الجغرافيا ودورها هنا مهم جدا خاصة في إعداد المجال الجغرافي والتخطيط له وتهيئته وأحيانا التنبؤ لما سيكون عليه مستقبلا. فالمجال والجغرافيا عنصران متلازمان ويتكاملان، إذ لا يمكن الفصل بينهما، فالمجال هو الركيزة الأساسية التي تنبني عليه سواء الدراسات الجغرافية/المجالية أو مختلف العلوم الأخرى. ويمكن القول إن الجغرافيا -رغم ما قيل عنها وعليها ووجّه إليها من انتقادات- أسهمت بشكل كبير في مختلف الدراسات المجالية في يومنا هذا، وذلك من خلال انفتاحها على مجموعة من العلوم الاجتماعية؛ كالسوسيولوجيا وعلم النفس، الانتروبولوجيا...، ودراستها لما هو بشري في علاقته بما هو طبيعي في المجال الجغرافي. ومن هذا المنطلق فهناك علاقة جدلية (تأثير وتأثر) بين المجال والإنسان ودور الجغرافيا في هذا الصدد هو التعرف على تلك العلاقة وتبيانها وتحليلها. إذ لا يمكن للجغرافيا أن تدرس المجال والإنسان دون البحث عن مبدأ السببية في الظواهر التي تحدث في المجال وربطها بما هو طبيعي. وما يمكن أيضا أن نستشفه مما سبق التطرق إليه أن مفهوم المجال والمجال الجغرافي لا زالا يتسمان بالتعقد في طبيعتهما، تعريفاتهما، وبالتالي فيصعب إعطاءهما تعريفا علميا دقيقا، نظرا لتعدد التعاريف والتسميات والتصورات والتمثلات بين ما هو ابستيمي، سوسيولوجي... وما هو جغرافي...إلخ.
المصادر والمراجع المعتمدة
1- د. حسن المباركي، محاضرات في"مادة مناهج البحث الجغرافي"، ماستر دينامية المجالات الجغرافية بالمغرب: الإعداد والتنمية الترابية،(مطبوع) الفصل الخامس، المنهج العلمي واتجاهات البحث في الجغرافية الجديدة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش، السنة الجامعية 2011-2012.
2- ذ. عبد العزيز باحو، الفكر الجغرافي الحديث، مادة استكمال التكوين في الجغرافيا، السنة الجامعية 2007 - 2008، الرباط.
3- د. أحمد محمد عبد العال، دراسات في الفكر الجغرافي، 2006.
4- محمد بلفقيه، الجغرافيا القول عنها والقول فيها، المقومات الابستمولوجية، الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة – الرباط ، 2002م.
5- د.طلعت أحمد محمد عبده، دة. حورية محمد حسين جاد الله، في أصول الجغرافيا العامة "الجغرافية الطبيعية، دار المعرفة الجامعية،2000.
6- د. محمد محمود محمدين، "الجغرافيا والجغرافيون بين الزمان والمكان"، دار الخريجي للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الثانية، 1996.
7-هيلدبرت إزنارHeldebert Isnard، "الحيز الجغرافي"، ترجمة د.محمد إسماعيل الشيخ، مطبوعات جامعة الكويت، 1994.
8- د. يحي بن محمد شيخ أبو الخير، "المفاهيم الجغرافية والإشكاليات ودور التقنيات: رؤية تحليلية نقدية للعلاقة بين الواقع والمفهوم"، قسم الجغرافيا، كلية الآداب، جامعة الملك سعود.
9- د.محمد قسطفاني، ما هو المجال؟، مجلة محمد عابد الجابري، العدد 22.
10- Paul CLAVAL, Épistémologie de la géographie, 2e édition, ARMAND COLIN, 2007
11- Chritiene Voiron, Jean- Pierre CHERY, espace géographique, spatialisation et modélisation en Dynamique des Systèmes , 6ème Congrès Européen de Science des Systèmes, 19 -22 sept 2005
12- Catherine Rhein, l’espace, les sociologues et les géographes, déconstruire et reconstruire les « disciplines » :les jeux de l’interdisciplinarité, Revue – Sociétés contem poraines 2003
13- GD de géographie. iufm d'Aix-Marseille, espace et territoire, juin 2001
14- Dir. A Belhedi, L’espace :concepts et approches, Publication FSHS Tunis, 1990
15- Heldebert Isnard, L’espace de géographe, Annales de Géographie, t.84,n°462 , 1975, 174 – 187 p
16- .Olivier DOLLFUS, L’espace géographique, P.U.F, 1970
17- Alexandre Moine, Le territoire comme un système complexe, UNIV-fcomte, France
1- معجم لاروس LAROSSE
2- معجم HACHETTE
3- معجم لالاند
4- معجم Robert
الويبوغرافيا
1-http://www.hypergeo.eu/spip.php?article482
2-?http://www.persee.fr/web/revues/home/prescript/article/geo_0003-4010_1975_num_84_462_197003- http://epigeo.voila.net/EspaceRelatif.html
4- http://www.cairn.info/revue-espace-geographique.html
الهوامش:
[1]- بن محمد قسطاني، ما هو المجال؟ ، مجلة محمد عابد الجابري، العدد 22
[2]- نفس المرجع السابق.
[3]- ذ. محمد بن قسطفاني، ما هو المجال، مرجع سابق.
[4]- نفس المرجع السابق.
[5]- ذ. عبد العزيز باحو، الفكر الجغرافي الحديث، السنة الجامعية 2007- 2008 ص 18.
[6]- ذ. حسن المباركي، محاضرات في"مادة مناهج البحث الجغرافي"، ماستر دينامية المجالات الجغرافية بالمغرب ، الفصل الخامس، المنهج العلمي واتجاهات البحث في الجغرافية الجديدة، السنة الجامعية 2011-2012 ص 4
[7]- Alexandre Moine, Le territoire comme un système complexe, UNIV-fcomte, France p 3.8.9
[8]- Olivier DOLLFUS, L’espace géographique, P.U.F. ,1970,126 p
[9]- GD de Géographie, espace et territoire. IUFM d'Aix-Marseille. Juin 2001
[10] - R. Brunet, Les mots de la géographie, Reclus, 1992
[11]- محمد بلفقيه، الجغرافيا القول عنها والقول فيها، المقومات الابستمولوجية، الطبعة الأولى، مطبعة المعارف الجديدة – الرباط ، 2002م، ص 304.
[12]- نفس المرجع السابق، ص 311.
[13]- ذ. عبد العزيز باحو، الفكر الجغرافي الحديث، السنة الجامعية 2007- 2008 ص 18
[14]- ذ. عبد العزيز باحو، الفكر الجغرافي الحديث، السنة الجامعية 2007- 2008 ص 44 .
[15]- سليماني العربي / بوبكراوي الحسن، جغرافية التمثلات دراسة نظرية، مجلة العلوم الاجتماعية جامعة الكويت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق