السبت، 23 فبراير 2013

تقرير حول خرجة ميدانية إلى أسني (إقليم الحوز، جهة مركش-أسفي)

                                المحتوى

مقدمة

الوقفة الأولى: سهل الحوز الجنوبي

الوقفة الثانية: مخرج واد غيغاية إلى سهل الحوز الجنوبي (دوار الصور)

الوقفة الثالثة: مخرج واد غيغاية إلى الكتلة الأولى (المنخفض الطي جبلي)

الوقفة الرابعة: منخفض أسني

الوقفة الخامسة: السفح الشرقي لهضبة كيك


مقدمة:
تعد الدراسة الميدانية في وقتنا الحاضر أسلوبا من أساليب التدريس في الجغرافيا الحديثة، بكونها تمر بمراحل أولها المشاهدة الفاحصة للظاهرة الجغرافية ورسمها، وثانيها تدوين وتسجيل المعلومات حولها وثالثها تحليل واستنباط النتائج. ومن هنا تبرز أهمية العمل الميداني بكونه المحرك الأساسي للدراسة الجغرافية، ونظرا لارتباط الجغرافيا بالعمل الميداني قمنا [طلبة الجغرافيا] بخرجة ميدانية إلى منطقة أسني مرورا بتحناوت صبيحة السبت 22 ماي 2010 تحت إشراف الأستاذ أحمد زروال، وكانت الانطلاقة على الساعة 9:44 أمام باب كلية الآداب والعلوم الإنسانية مراكش.
خلال هذه الخرجة تم القيام بخمسة وقفات أساسية لدراسة المجال الطبيعي من (بنية جيولوجية، التضاريس، المناخ، الغطاء النباتي، ثم التربة).


الوقفة الأولى: سهل الحوز الجنوبي

تمت هذه الوقفة في الساعة 10:21 وبالضبط على مستوى سهل الحوز الجنوبي، ويظهر من خلال الملاحظة الأولية على أنه عبارة عن مناطق تِرابية تتخللها مواد فتاتية مدملكة مختلفة الأحجام إضافة إلى النباتات الشوكية (خاصة السِّدر الذي يفسر طبيعة المناخ الجاف السائد بالمنطقة).

المنظر العام للسهل

        1 - دراسة السهل من الناحية التضاريسية:

         عبارة عن سهل يغلب عليه طابع الانبساط على شكل تموجات خفيفة وتقببات،ذات ارتفاع  نسبي متواضع جدا. وهو سهل غريني تم بناءه وتكوينه بمواد غرينية مختلفة الأحجام على شكل    عناصر مدملكة بفعل نقلها بواسطة المياه الجارية وعند ما تتصادم تفقد صلابتها وحدتها الشيء الذي أدى إلى إعادة تكسيرها، ومن بين هذه المواد الكرانيت، الشيست، الكلس والكوارتزيت.
والسبب في تنوع هذه العناصر يرجع إلى كون المنطقة تعرضت للتهذل خلال الزمن الثالث، الميوسين والبليوسين مما جعلها منطقة مستقبلة للرواسب الآتية من الأطلس الكبير.
     2 - الغطاء النباتي:
السِّدر (العنّاب)
يظهر أن الغطاء النباتي السائد هو العُنَّاب (السِّدروهو نبات طبيعي شوكي "نجيلي" يدخل في سلسلة النباتات النجيلية التي تساهم في نشر المواد العضوية بشكل متجانس كما  تلعب الدور الكبير في جمع المواد الدقيقة وتشكل بيئة للنشاط الإحيائي.
لكن هذه النبتة تدهورت بسبب التدخل الغير العقلاني (الرعي الجائر، الإجتثات)، ونتيجة للاستغلال المكثف من طرف الإنسان للموارد الطبيعية تعرضت التربة في هذا السهل للضغط بسبب استعمال الآلات الثقيلة والسقي المتكرر والصورة التالية توضح ذلك:
 الوقفة الثانية: مخرج واد غيغاية إلى سهل الحوز الجنوبي (دوار الصور)
           تمت دراسة هذه المنطقة على الساعة 11:20 ومن خلال هذه الوقفة نلاحظ بياضا على مستوى الجبل وطبقات كلسية في اتجاه مائل نحو السهل الغريني السفلي.
الدراسة الجيولوجية والتضاريسية للواد:
1( السفح الشمالي لواد غيغاية:

هذا المنظر يبين مجموعة من التغيرات على مستوى الصِّخارة والطِّباقة بحيث نجد الزمن الثالث بنظاميه الكريطاسي والأيوسين، ثم الزمن الأول وكذلك توضعات الرباعي وهذا ما يعطي نوعا من التدرج نظرا لتعرضه للحركة الباطنية الأطلسية في نهاية الميوسين وطيلة البليوسين وبداية الرباعي (Quaternaire). وهذا ما نتج عنه تشويهات في الطبقات التي تظهر على السطح. أما من حيث الإطار الجيولوجي فيتكون من طبقات رمادية مخضرّة عبارة عن شيست تنتمي إلى الزمن الأول وبالضبط الفحمي، وتميل في اتجاه الشمال. هذا السفح تعرض للتدرج وهو عبارة عن مخروط انصباب متضرس.
2) السفح الجنوبي للواد:
يتشكل من فرشاة نهرية مختلفة الأحجام والطيف الصخري والسمك الظاهر. والمقطع التالي يبرز ذلك:
             أ- تحليل المقطع:
الفرشة (1): تشكل المجرى الحالي للواد، وانطلاقا من المجرى المائي فالمكان الذي تجري فيه المياه يسمى المجرى الأصغر يتكون من مواد رباعية وأثناء الفيضانات يسمى المجرى الأكبر وعلى مستوى اليسار واليمين نجد مستوى طبوغرافي كان في السابق عبارة عن مجرى فيضي يستغل حاليا في الزراعة.
الفرشة (2): عبارة عن فرشة غرينية خشنة تتكون من مواد فتاتية مختلفة الأحجام (الجلاميد، الحصى، الحصيم، الطين، الرمل…) ومختلفة الطيف الصخري (الحث بأنواعه؛ الأخضر، الأحمر والوردي، الاندسيت، الريوليت، الگرانيت..)
الكل ملفوف بلياط (رملي، طميي، طيني ) يظهر تفاعلا مع حامض الكلوريدريك، وهذا دليل على وجود الكلس. سمكها الظاهر حوالي 4 متر ووضعها الرسوبي تراكمي مما يعبر عن نوع الجريان الفجائي والعنيف الذي عرفته في فترات معينة، والصورة التالية تعبر عن ذلك:
الفرشة (3): تتكون من مواد هشة دقيقة رملية طينية، تحتوي على نسبة مهمة من الكلس. أما بنية هذه المواد فهي متصلة كُثَلية كلما اتجهنا نحو الأعلى تصبح على شكل حبيبات مظهرها مُبَرْقَش كما تظهر بها شقوق، سمكها حوالي 1 متر تتميز بضعف النشاط الإحيائي.
الفرشة (4): سمكها حوالي 70 سنتم وتحتوي على مجمعات كبيرة من الطين تسمى (مظرات) ذات مستوى طيني طمي رملي، تتخذ شكل بنية تجزئية سطفحية تميل إلى الموشورية لونها احمر قاتم وتظهر تفاعلها مع حامض الكلوريدريك، كما تتميز بضعف النشاط الإحيائي (جذور حية أو ميتة، جحور…).
الفرشة (5): مستوى تِرابي محض أحمر قاتم بنيتها تميل إلى البنية المشيدة (حُبيبية) سمكها حوالي 40 سنتم ومن حيث النسيج عناصرها معادة التكسير تظهر تفاعلا مع حامض الكلوريدريك وتتميز بكثافة النشاط الإحيائي. والصورة التالية تبرز ذلك:
         ب- الغطاء النباتي:
نلاحظ انتشار نباتات شوكية كما هو الشأن في سهل الحوز الجنوبي مثل الهليون (السكوم) وهو نبات مرافق للعُنَّاب إذن فهو نبات طبيعي يعكس نوعية المناخ السائد المتمثل في مناخ شبه جاف إلى جاف. كما نجد انتشار نبات الدفلى (أليلي) على ضفاف المجرى المائي لواد غيغاية والصورة التالية توضح ذلك:

نبات الهليون إلى جانب الدفلى (أليلي بالأمازيغية)
الوقفة الثالثة: مخرج واد غيغاية إلى الكتلة الأولى (المنخفض الطي جبلي)
            توقفنا لدراسة هذه المنطقة خلال الساعة 13:15 حيث تم التركيز على دراسة المواد الجانبية للواد الذي يخرج على شكل خانق une gorge قعره شبه حاد وغير متسع، إطاره الجيولوجي عبارة عن شيست (نضيد) ينتمي إلى الزمن الثاني تعرض لمجموعة من التشققات مما أعطى سفيحات (شعبات، خذات):
     يظهر من خلال الصورة أن هذه المواد تعرضت لتشققات وهي عبارة عن مواد جانبية     مختلفة الأحجام وغير متنوعة الطيف الصخري تُظهر نوعا من التفريش خشنة ودقيقة، وشعبات تعطي مقاطع ترابية طبيعية تتخذ شكل مقعرات مما يسمح باكتشاف الظواهر والمشهد التالي يوضح دلك:
 
- الغطاء النباتي:
نلاحظ من خلال هذه الدراسة انتشار العرعار بنوعيه المجنح والأحمر إضافة إلى صنوبر حلب، وهي أشجار مستأنسة من أجل حماية التربة من الانجراف وتثبيتها. 
الوقفة الرابعة: منخفض أسني

تمت هذه الوقفة في الساعة 15:30 وذلك من خلال ثلاث مستويات:
1- المنخفض:
بنيته تجزُّئِية موشورية بحيث كل مجمع موجود بين عمودين، لونها احمر يميل إلى السواد وهي نفوخة ومتقلبة ومتترسة قريبة من تربة الترس وتعرف دينامية حسب الفصول الرطبة والجافة، موادها رباعية تصلبت بفعل الكلس، والصورة التالية توضح ذلك:
بنيته تجزُّئِية موشورية
2- السفح الشمالي الجاف:
تكوَّنَ خلال الزمن الثاني وبالضبط الترياس فما فوق والدليل على ذلك وجود البازلت الأخضر المتفسخ، الذي يرجع عمره إلى 200 مليون سنة مما ساهم في تكوين منخفض أسني بفعل وصول التعرية إلى الصخور البازلتية الهشة، الشيء الذي سهل عملية الإفراغ من العالية إلى السافلة، وللحد من ذلك تم غرس الأشجار على مستوى السفح قصد تثبيت وحماية التربة والحد من التعرية والانجراف، ويتبين ذلك من خلال الصورة التالية:
السفح الجاف لمنخفض أسني
    أ- التربة: يمكن التمييز في هذا المنخفض بين نوعين؛ التربة الفقيرة (الأساحيل)، والتربة الخصبة (الشرساء) التي تمارس عليها الفلاحة البورية (الشعير):
    أ- 1- تربة الأساحيل: les Bad land
سميت بهذا الاسم لأنها أراضي سيئة لا تساعد على استقرار السفح، إذ يعرف دينامية مهمة جدا، حيث ليست هناك إمكانية لتجميع المواد الفتاتية التي تستعمل في تفكيك الصخور فكل ما يتفكك يتحرك. ولهذا نلاحظ طبقة جيولوجية مباشَرَة على السفح لكون الركيزة هشة، وبالتالي الجيولوجية تُقرأ مباشرة لأنه ليس هناك غطاء فتاتي وبهذا تسمى بتربة الخَبَارْ rego sol (المكشوفة)، ونجد هذا النوع فوق الصخور الهشة (الإبخارية) مما يؤدي إلى عدم استقرار السفح. والصورة التالية تبرز ذلك:
                      تربة الأساحل les Bad land
  أ- 2- تربة الشرساء: هي تربة خصبة جدا وتصنف ضمن الأنسجة المتزنة (الكاملة) كونها متوازنة كيماويا وفيزيائيا، وبهذا تعتبر من أجود الأتربة لكونها مستقرة ومقاومة للتعرية، لكن السيئ فيها ضعف  سمكها الذي لا يتجاوز 50 سم، ويتضح ذلك من خلال الصورة:

مقطع تِرَابي لتربة الشرساء
- الغطاء النباتي: نجد على مستوى منخفض السفح الجاف نباتات تعكس نوعية المناخ السائد، والمتمثلة في الحرمل والهليون والدوم البري أساسا. وعلى مستوى السفح فوق التربة الشرساء نجد كل من الدوم والزعتر إضافة إلى السيح:

  3- السفح الجنوبي الرطب للمنخفض
لم تتم دراسته ميدانيا وإنما تمت الإشارة إليه من فوق السفح الجاف (لمنخفض أسني) وهو منطقة محورية (منطقة الثلوج) عبارة عن هضاب پرموترياسية قليلة الارتفاع تكَوَّنت خلال الزمن الثاني أساسا على شكل محدبات ومقعرات، ما يميزه عن السفح الجاف تعرضه للرياح الشمالية مما يجعله رطبا.
الوقفة الخامسة: السفح الشرقي لهضبة كيك
 

توقفنا لدراسة هذا السفح خلال الساعة 15:20 
وهو عبارة عن مقعر معلق على شكل خوّ شاخص (une val percé)، بكون مُحَدَّب أسني تعرض للإفراغ بدرجةٍ أن ارتفاع المنخفض الذي في الأصل محدب أصبح أقل من ارتفاع المقعرات التي كانت بنيويا منخفضة وطبوغرافيا مرتفعة وهذا ما يسمى بتضاريس الانعكاس، وهو مقعر ذو إفريز كلسي نافد تنبع منه العيون خلال الفترة الرطبة محملة بتساقطات كلسية أو ما يسمى بالرصراصة (travertin) وتعبر عن ظروف ملائمة لللإدابة والتساقط وانزلاق الصخور.

عرض من إنجاز الطلبة: 
الحسين جناح- الحسين ابعسين - عبد الحليم لحلو
كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مراكش
تحت إشراف الأستاذ أحمد زروال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق