الخميس، 26 سبتمبر 2024

تعزيز مبدأ الفعالية والنجاعة في التنمية الترابية

الفعالية والنجاعة في التنمية الترابية، ليست مسألة "كم" من المشاريع والبرامج يتم إنجازها أو الاشتغال عليها ولكن المسألة كلها فيما هو "كيفي"، ذات أثر قوي في التغيير نحو الأفضل وفي زمن معقول، فيكون بذلك أحيانا اختيار مشروع واحد ذو أثر قوي ومتحكم فيه أحسن بكثير من اختيار قائمة مشاريع وبرامج كثيرة لكن تأثيرها ضعيف ومحدود على الوقع التنموي للمستوى الترابي المستهدف، وهنا تبرز أهمية تحديد الأولويات بدقة وفعالية وانسجام مع ضمان الالتقائية والتنسيق بين جميع المتدخلين فيه بغية عدم هدر وتشتيت للجهود والموارد...
🎯تحديد الأولويات بدقة من حيث المكان والزمان وطبيعة التدخلات، تعد بمثابة دينامو وعصب التنمية الترابية التي يتعين على الفاعل الترابي الانخراط في مسارها بكل جدية ومسؤولية...
⚙ تحليل التقاطعات ورهانات الفاعلين بمختلف مستوياتهم وضبطها مع القيام بتشخيص ترابي دقيق، عناصر أساس في تحديد التوجهات الاستراتيجية لمجال ترابي يراد تنميته وتحويله من مجرد رقعة مجالية إلى فضاء دينامي يستجيب لطموحات وانتظارات الأفراد...

الجمعة، 20 سبتمبر 2024

إلى أي مدى يمكن ترسيخ ثقافة المدن الذكية في مجتمعنا بالمنطق الذي تشتغل به منظوماتنا القيمية والأخلاقية الحالية.. ؟

 


بقلم الحسين ابعسين
oubaassin@gmail.com

رغم الإشكالات والتعقيدات التي تنطوي على مفهوم المدينة الذكية في شموليته، فإن إحداث وتنفيذ هذا النموذج يحتاح أولا إلى بنية مجتمعية واعية، أما ما نلاحظه ونعيشه اليوم في غالبية المدن الحالية فيحتاج منا جميعا أفراداً ومؤسسات إلى وقفة تأمل وانتقاد ذاتي بناء لأفكارنا وتصوراتنا وقناعاتنا أيضا، فحينما تصادف مثلا أشخاص يرمون بالنفايات من سياراتهم إلى الشارع العام بداعي "كاين لي اجمعو" أو أن تجد القمامة قريبة منهم ببضع أمتار ويُحدث نقطة سوداء من أكوام النفايات قرب منزله، أو أن تراه بشاربه الطويل ويبصُق في الشارع قرب المرافق القريبة من عموم الناس أو أن يقضي حاجته قبالة تراث معماري تاريخي يختزن ذاكرة قرون فهذا بعيد كل البعد عن فلسفة المدن الذكية وكيفية اشتغالها ونمط العيش فيها وهذه أبسط الأشياء أما الحديث عن رقمنة جل الخدمات - الميزة الأساسية للمدن الذكية- فيحتاج منا إلى كثير من الجهد والعمل الدؤوب وقليل من الكلام.

من اللازم أولا وقبل كل شيء الاشتغال على توعية وتحسيس وتكوين إنسان واعي يحترم محيطه بجميع تفاصيله (بيئة، مرافق، مؤسسات، شارع عام...إلخ) كما يحترم ما بداخل منزله (من حرص شديد على نظافته وترتيب محتوايته...إلى طرق الاهتمام بالضيف إذا ما حلَّ وقس على ذلك...).

المدن الذكية وبالنظر إلى حجم النقاش الدائر حولها من قبل مختلف الخبراء فإنها كيان قائم بذاته و #ثقافة تعبّر عن #نضج و #وعي الإنسان ويجب أن تُزرع فيه منذ صغره - وأن تدمج في مختلف المناهج الدراسية- أما إذا كان هذا الإنسان (الكائن الذي ميّزه خالقه عن باقي الكائنات بملكة العقل) غير واعٍ وغير مسؤول أولا عن أفعاله فلا مدينة ذكية تلوح في الأفق ، لأن البنية الأولية غير مبنية جيدا.

المدينة الذكية = ثقافة ونمط من التدبير الجيد والذكي لنظم وأنساق المذن والانتقال بها من مجرد عمران ومباني إلى تفكير أوسع من ذلك.

📝 من وحي تفاعل حول المذن الذكية.

السبت، 14 سبتمبر 2024

عندما يكون التعليم الجيد لأفراد المجتمع مفتاحا لرفاهيتم وحصنا منيعاً لكل الانزلاقات، الانحرافات والفوضى وصمام آمان استراتيجي لتحقيق النهضة 🎯

بقلم الحسين ابعسين
oubaassin@gmail.com                                                                   

كثيرا ما نقرأ في الإحصائيات ومختلف الجرائد والنشرات المهتمة بكل التصنيفات والمؤشرات التي تضع الدول في ميزان الضعيف والقوي، سواء العلمية، التقنية، التنموية، إنتاج/تقاسم الثروة، الناتج الداخلي الخام للبلدان وعلاقته باقتصاداتها وكذا بأوضاعها الاجتماعية والثقافية والسياسية... إلخ. ونجد من تلك الإحصائيات عند إجراء المقارنات ما يبرز مدى تغلل دور التعليم في النهوض بالأفراد ورفاهيتهم خاصة في مجتمعات الشمال وانعكاس ذلك بارز لكل مطلع على سلوك الإنسان بغض النظر عن بعض الاستثناءات والنقاط التي قد نختلف فيها سواء ثقافيا أو اجتماعيا...

لكن على العموم يتضح جليا ومما لا يدع مجالا للشك كيف حوَّل التعليم هذه المجتمعات من كابوس الحروب والتطاحنات إلى مجتمعات مزدهرة، قوية ومنافسة من حيث مستوى البنية التحتية الجيدة وعلى جميع المستويات "من طرق، مؤسسات تعليمية وصحية بمعايير أكثر صرامة، مؤسسات تعرف ما لها وما عليها اتجاه مرتفقيها ومواطن يعرف ما له وما عليه اتجاهها كذلك، في مشهدٍ الكل فيه ينخرط وينصاع نحو تحقيق المصلحة الفضلى لمجتمع قوي ورائد...

على عكس ذلك فعندما نتجه نحو دول أخرى متخلفة (وهنا القصد التخلف عن ركب الدول المتقدمة ذات تموقع اقتصادي عالمي) أو كما يحلوا للبعض أن يسميها بدول الجنوب أو دول العالم الثالث رغم اختلافنا المطلق في هذا التوصيف ومنطلقاته، فإننا نجد أن المقومات والمؤهلات المتوفرة في هذه الدول أكثر بكثييير من تلك المتوفرة في دول الشمال التي استطاعت بفضل التعليم الجيد لمختلف فئات المجتمع أن تصل إلى ما وصلت إليه في مستويات التنمية والرفاهية. 

يبقى السؤال الذي يمكن طرحه كيف لدول خرجت من براثين الجهل والأمية والتبعية... إلى دول قوية اقتصاديا في غضون سنوات قليلة وأخرى لا زالت تقبع في مستويات مقلقة على صعيد مؤشرات التنمية وجودة الحياة...

إن القاسم المشترك بين الدول التي حققت نموا ورفاهية لمجتمعاتها هو ضمان تعليم جيد للأفراد وجعله المفتاح الأول والأخير للتربع على سكة ومسار التنمية الصحيح.

تعليم جيد للأفراد يعد مفتاحا للتدبير الجيد والعقلاني للموارد والمؤسسات ومختلف القطاعات الاستراتيجية الحيوية وضامنا لتحقيق التنمية المنشودة.