الخميس، 2 فبراير 2017

قراءة تحليلية لبحث لنيل شهادة الماستر في الجغرافيا تحت عنوان: ”دينامية المجال الترابي بجماعة تازارين، الفاعلون ورهان التنمية الترابية المستدامة“

من إنجاز الطالب:  عمر. ويزو

تقديم:
البحث عملية دقيقة تهدف أساسا إلى الكشف عن الحقائق أو حل مشكلة معينة يعالجها الباحث من خلال دراسة تعتمد على العديد من التقنيات والوسائل المختلفة منها ما هو نظري، وما هو ميداني، وما هو تقني،...وهكذا لفهم أي دراسة كيفما كان نوعها يجب تناولها على مستويين الأول تحليلي، والثاني نقدي وعلى هذا الأساس قسمنا العمل في هذا البحث وهو لنيل شهادة الماستر تحت عنوان: "دينامية المجال الترابي لجماعة تازارين، الفاعلون ورهان التنمية الترابية المستدامة" لصاحبه: "الحسين ابعسين" ومن طبيعة الحال فالقراءة النقدية لهذا النص ينبغي أن تأخذ من زاوية إيجابية لفهم البناء المنهجي ومضمون هذه الدراسة، وبحكم تاريخ إنجاز هذه الدراسة التي تعتبر دراسة جغرافية حديثة أنجزت خلال الموسم الجامعي 2012/2013، نستطيع أن نطرح التساؤلات التالية:
ما هي أهم الأفكار التي جاءت بها الدراسة؟ كيف وظف الباحث المفاهيم؟ ما طبيعة المنهج المستعمل؟ وما هي أهم الأدوات التي اعتمد عليها؟ إلى أي حد استطاع معالجة إشكالية؟ وما قيمة هذه الدراسة العلمية؟
هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عنها في نقطتين رئيسيتين: القراءة التحليلية، ثم القراء النقدية. 




القراءة التحليلية:
1-الإطار العام للنص:
قبل البدء في تحليل هذا النص لابد أن نضعه أولا في إطاره العام، أي ما مصدره؟ وإلى أي جغرافية ينتمي وأي فرع ضمن هذه الجغرافية يمكننا تصنيفه؟ وما هي الإشكالية التي يدافع عنها الباحث، ما المفاهيم التي استعملها؟ وأي منهج اتبعه، وما هي الوسائل البيانية التي وظفها، وأخيرا ما هو أسلوب اللغة التي كتب بما؟
ينتمي هذا النص الذي بين أيدينا وهو عبارة عن بحث لنيل شهادة الماستر للطالب: "الحسين ابعسين" إلى حقل العلوم الاجتماعية، الجغرافية البشرية وجغرافية الأرياف خاصة، هذه الأخيرة التي تهتم بدراسة المجالات الريفية ومختلف علاقاتها بالممارسات البشرية، لهذا نجد الباحث في الشق الأول من بحثه قدم لنا مختلف المعطيات الطبيعية والبشرية الخاصة بهذه الجماعة القروية "جماعة تازارين"، وحاول في الشق الثاني رصد العلاقات التي تتفاعل داخل تراب هذه الجماعة ومن استسقى عنوان بحثه: "دينامية المجال الترابي بجماعة تازارين، الفاعلون ورهان التنمية الترابية المستدامة" الذي أنجزه في الموسم الجماعي 2013/2012 تحت إشراف الأستاذ: عبد العزيز يحيوي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القاضي عياض مراكش.
2- مجال الدراسة:
المجال الذي تناوله الباحث عبارة عن جماعة ترابية تتكون من 57 دوارا غالبيتها تتركز بالمجال الواحي بنسبة %49 والبقية موزعة على المجالات الهامشية البعيدة على المركز، واسمها جماعة تازارين وهي جماعة قروية أحدثت بمقتضى الظهير الشريف 2.59.1834 بتاريخ 1959/12/21، وبهذا تعد من الجماعات الأولى على مستوى إقليم زاكورة خاصة، وعلى المستوى الوطني عامة، وفيما يخص التحديد الإداري والجغرافي للجماعة فهي تنتمي إلى إقليم زاكورة، الذي ينتمي بدوره إلى جهة سوس ماسة درعة (جهة درعة-تافيلالت حاليا)، وفق الإحداثيات الجغرافية التالية: تقع في الشمال الشرقي للإقليم بين خطي الطول 30 50 و6 غربا، وخطي العرض 31 300 و310 شمالا، وتبلغ مساحتها حوالي 1289 كلم، يصل معدل التساقطات بها إلى اقل من 200 ملمتر في معظم الأحيان، وترتفع المنطقة عن سطح البحر ب 850 مترا.
3-البناء الهيكلي للنص:
قبل الشروع في تحليل مضمون هذا النص يستحسن أولا عرض البناء الهيكلي له، إذ تم تقسيمه إلى ثلاثة فصول رئيسية، عرض في الفصل الأول الإطار المنهجي أو الخطوات المنهجية المتعبة في إنجاز البحث كمبحث أول، واستعرض في المبحث الثاني الإطار المفاهيمي حيث أدرج العديد من المفاهيم التي تؤطر الدراسة وتيسّر ضبط وفهم الإشكالية.
أما الفصل الثاني فقد تناول فيه الباحث التشخيص الترابي لمجال الدراسة المتمثل أساسا في تقديم مختلف المعطيات البشرية والطبيعية والإمكانات والمؤهلات التي تحظى بها المنطقة، وكذلك رصد نقاط الضعف أو الإكراهات التي تعيق تحقيق التنمية الترابية بالمنطقة، وعلى هذا الأساس قسم هذا الفصل إلى أربعة مباحث رئيسية: الأول خاص بالمعطيات التاريخية والموقع الجغرافي للمنطقة والثاني قدم فيه الباحث المعطيات والموارد الطبيعية كعامل رئيسي لتحديد معالم المجال الترابي المحلي إلى جانب العلاقة الجدلية إنسان/ تراب وكذلك دور هذه المعطيات في تحريك أسس الاقتصاد المحلي ذو الطابع القروي الذي يرتكز على الفلاحة بالدرجة الأولى. والثالث تم فيه رصد المعطيات البشرية المتمثلة في: (التركيبة السكانية، النمو الديموغرافي،...) ومدى تأثيرها على دينامية المجال الترابي لتازارين وفي مبحث رابع وأخير في هذا الفصل تم الوقوف على أهم الأسس التي ينبني عليها الاقتصاد المحلي ووضعية القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
في حين تناول الباحث في الفصل الثالث والأخير مختلف الفاعلين المتدخلين بالمجال الترابي للجماعة ومدى تأثيرهم على الوضعية التنموية للمنطقة كمبحث أول، والعوائق التي تعترضهم في تحقيق التنمية الترابية بالجماعة كمبحث ثاني.
4-تحليل مضمون النص:
كخطوة أولى خطاها الباحث بعد تقديمه للإطارين المنهجي والمفاهيمي، قام بتقديم فحص عام لأوضاع المجال الترابي لتازارين يتمثل في التشخيص الترابي التركيبي لمجال الدراسة بهدف الكشف عن المؤهلات التي يتوفر عليها (الطبيعية، والديموغرافية، الاقتصادية، والاجتماعية، البيئية...) وكذلك التعرف على وضعية الخدمات الاجتماعية الأساسية والبنية التحتية من جهة ثانية.
وهكذا يمكننا أن نركز في تحليلنا لمضمون هذا النص على الفصل الثاني الذي استهله الباحث باستعراض المعطيات التاريخية لجماعة تازارين، حيث تطرق إلى روايتين توضحان أصل تسمية تازارين في إطار قراءة طبونيمية، كما أشار إلى تاريخ تأسيسها لينتقل بعد ذلك إلى وضع تحديد إداري وجغرافي للمنطقة أو الجماعة، وذلك لتوطين مجال الدراسة، لينتقل في نقطة ثانية لتقديم المعطيات الطبيعية لمجال الجماعة القروية تازارين والذي ينتمي حسب الباحث إلى حوض المعيدر، بوجود ثلاث وحدات تضاريسية (جبلية، هضبية، سهلية) وتتباين هذه الوحدات من حيث الخصائص والارتفاعات مما ساعد على استقرار الساكنة. وتنحصر تازارين بنيويا بين جبل صاغرو في الشرق الذي يصل ارتفاعه إلى 2500 متر وكتلة كردوس.
بدأ الباحث دراسته للمعطى التضاريسي بتقدير الوحدة التضاريسية الجبلية التي تغطي حولي 25% من مجموع مساحة المجال الترابي للجماعة ومن أهم هذه الجبال نذكر أساسا جبل باني في الجهة الغربية، وجبال صاغرو في الجهة الشرقية، وجبل عنونت بارتفاع 2052 متر، في حين تصل الارتفاعات المتوسطة إلى 1000 متر أما الجهة الجنوبية فتتخللها مجموعة من القمم أهمها "تدماشت" 1710 متر.
أما الوحدة الهضبية فهي التي تسيطر على المجال بنسبة تقارب 40% فيما تصل ارتفاعاتها ما بين 798 متر، و980 متر. أما السهول فتأتي في رتبة ثانية من حيث المساحة بنسبة 35% من المجموع العام لمساحة المجال وهي عبارة عن شريط من المنخفضات انطلاقا من الشمال الغربي في اتجاه منخفض تغبالت من الناحية الجنوبية الشرقية ويصل ارتفاع هذه السهول حوالي 800 متر.
أما فيما يخص المناخ فيتميز مناخ جماعة تازارين بالحرارة المرتفعة صيفا والبرودة القاسية شتاءا، وهذه خاصية المناخ الشبه الجاف وذلك مرتبط بالشريط الشبه صحراوي الذي تقع فيه المنطقة حيث ينتمي إلى السفح الشميس لسلسلة جبال "صاغرو" وعموما فالمناخ هو مناخ قاري يتميز بصيف حار وشتاء شديد البرودة، أما التساقطات تتميز بندرة الأمطار وعدم انتظامها إذ لا يتعدى معدلها السنوي 50 ملم في القسم الجنوبي و 200 ملم بأعالي جبال صاغرو، وتعد الحرارة المرتفعة خاصية المنطقة مناخيا وذلك بفعل مجموعة من العوامل أهما القرب من الشريط الصحراوي من الجهة الجنوبية والشرقية مما جعلها تتلقى التأثيرات الصحراوية الجافة ("رياح الشرقي") خصوصا في الصيف، وعامل الجبال التي تمنع وصول التيارات الرطبة إلى المنطقة وهنا أدرج الباحث مبيان يوضح معدلات الحرارة لموسم 2011/2012 (ص 53) وفيما يخص الرياح التي يتحكم فيها موقع تازارين فتتميز أساسا بقوتها خصوصا الرياح القادمة من مرزوگة والطاووس التي تهب من حين لأخر، هذه الرياح مرتبطة بالطبع بالعناصر المناخية السابقة (حرارة-تساقطات) وتدوم لأكثر من 30 يوما في السنة وسرعتها ما بين 15km/h كحد أدنى وkm/h70 كحد أقصى.
كما تطرق الباحث إلى الأهمية التي يلعبها القطاع الترابي في توجيه سلوك المياه وتنظيم الدورة الهيدرولوجية كمدخل للإشارة إلى تربة المنطقة التي تتميز بضعفها ولا تساعد على إنتاجية مهمة، كما أن هناك نوعان رئيسيان من الأتربة بالمنطقة أولهما تربة رملية تتسم بضعف المادة العضوية بها وتستعمل في زراعة الحناء لكنها تتطلب كميات مهمة من الماء. وثانيهما التربة المالحة وتشغل مجالا ضيقا وتتميز بلونها الأبيض ومن خصائصها أنها ذات إنتاجية فلاحية ضعيفة.
وهكذا، واحترما لتراتبية تقديم المعطيات الطبيعية فبعد التربة يأتي الدور مباشرة على الغطاء النباتي الذي اعتبره الباحث موروثا يجب المحافظة عليه وتثمينه، ويأتي نتيجة تفاعل كل العناصر المناخية السابقة في منظومة مركبة فبحكم الظروف الطبيعية السالفة الذكر فإن الغطاء النباتي للمنطقة يتميز بدوره بالضعف والهزالة باستثناء بعض الأنواع النباتية المتأقلمة (الحشائش، الأشجار الشوكية) أبرزها الطلح والسدر، وعموما يستغل هذا الغطاء في مختلف مجالات الحياة (التداوي-الحطب، علف البهائم...).
أما الموارد المائية فهي محدودة وغير متجددة، ورغم الأهمية الكبرى للماء في الحياة حيث يعد العنصر المتحكم في التوزيع المجالي للسكان وأساس كل تنمية اقتصادية واجتماعية كما أشار الباحث إلى ذلك، إلا أنه دائما ما نصطدم بواقع يدق ناقوس الخطر يتمثل في الاستغلال غير المعقلن للماء وهذا ما نسجله أيضا في منطقة تازارين وذلك بحكم البنية الجيولوجية والظروف الطبيعية فالمنطقة تعرف ضعفا في المياه السطحية والباطنية ومع توالي سنوات الجفاف سبب ذلك في أزمة منقطعة النظير في ظل ازدياد الطلب على العرض المائي. وما عمق من هذه الأزمة وبدرجة كبيرة نجد زراعة دخيلة متمثلة في البطيخ الأحمر مما دفع بالكثير من المستثمرين إلى حفر آبار يزيد عمقها عن 300 متر، وأصبحت المنطقة مصدّرة للمياه (البطيخ الأحمر) لاسيما أن هذه الزراعة تعرف تزايد وانتشارا واسعا مما يزيد من الضغط على الفرشة المائية غير المتجددة وضعيفة التغذية (ندرة التساقطات) هذا وبدون شك أثر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لساكنة هذا المجال.
أما فيما يخص وضعية المجال البيئي بجماعة تازارين فالجهود التي يبدلها المجلس الجماعي للمحافظة على توازن المنظومة البيئة تبقى دون التطلعات حسب رأي الباحث "ص: 65" وهذا ما تؤكده النفايات التي تنتشر في كل مكان زد على ذلك الزحف العمراني الاسمنتي على المجال الواحي لتازارين، وهذا كله بالإضافة إلى الظروف الطبيعية القاسية، وغياب قنوات الصرف الصحي، كلها مؤشرات تدل على أن الطريق لازال طويلا نحو تحقيق تنمية ترابية حقيقية في مختلف أبعادها.
وبعد أن قدم الباحث المعطيات الطبيعية. انتقل في مبحث آخر إلى تقديم المعطى الديموغرافي وعلاقته بدينامية المجال الترابي لتازارين، وفي البداية أبرز أهمية المعطى الديموغرافي التي تتجلى بالأساس- في الدور الرئيسي الذي يلعبه في أي خطة وسياسة تنموية، وكذلك معرفة المؤشرات والخصائص الديموغرافية بمختلف أبعادها مما يساعد على توجيه التنمية الاجتماعية والاقتصادية – ومنطقة تازارين من ناحية الكثافة السكانية فهي لا بأس بها وعدد ساكنها في ارتفاع مستمر وهذا راجع إلى ظروف طبيعية وتاريخية واقتصادية زد على ذلك مختلف التحولات والديناميات التي أصبحت تميز هذا المجال.
- التركيبة السكانية:
تتميز جماعة تازارين بتنوع تركيبتها العرقية حيث تتسم بالتعقيد والغموض في فهم أصولها، إذ تعبر عن فسيفساء من الأجناس والعرقيات ومن بينها مثلا "الحراطين" هذه الفئة التي تعد من أقدم الفئات السوسيو ثقافية بالمنطقة وكذلك نجد فئة الشرفاء "إكرامن" والمرابطون "إمرابطن" وتتميز هذه الفئة بقلتها و"أيت عَطَّا" ويشكلون نسبة عريضة داخل المجتمع التازاريني.
وفيما يتعلق بالنمو الديموغرافي فهو في تزايد مستمر وذلك راجع إلى كون تازارين قديما ممراً للقوافل التجارية خاصة بين جنوب إفريقيا والمناطق الصحراوية مما شجع على الاستقرار، وفي العشرية الأخيرة عرفت المنطقة نموا ديموغرافيا سريعا حيث انتقل عدد سكانها 13.134 سنة 1994 لينتقل إلى 13.721 سنة 2004 ليصل -حسب إسقاطات سنة 2009- إلى 16.55.3 نسمة، وهذا النمو رافقته وترافقه ديناميات متعددة الأبعاد في الزمان والمكان، كما أشار الباحث إلى ذلك.
ونصف هذا العدد من السكان بنسبة 51% تتراوح أعمارهم بين 15 و59 سنة، و41% أقل من 15 سنة، وأخيرا أكثر من 60 سنة بنسبة 8%، وهذا ما يؤكده هرم الأعمار ص "72"، وهذا يعني شيئا واحد هو غلبة فئة الشباب على ساكنة تازارين وهذا يعد ثروة ترابية بشرية حقيقية إن استخدمت بالشكل الصحيح في تنمية المنطقة وفيما يخص مقاربة الجنس (إناث-ذكور) فالأرقام تشابه مع تفاوت نسبي (المبيانين ص 73). أما معدلات الولادات والوفيات الخاصة بالأطفال فحسب إحصاء 2004 بلغ معدل الولادات 21,6%، ومعدل الوفيات 27%.
وتتوزع ساكنة تازارين بشكل متباين وذلك بحكم التضاريس ومنابع الماء والتربة...، حيث يحتل المجال الواحي لتازارين الصدارة من حيث الكثافة السكانية، كما أن توزيع الدواوير بدوره يعرف تباينا في المجال كما عرفت هذه الدواوير زيادة في عدد السكان وازدادت معه حاجيات سكانها في السكن والصحة والتعليم...
وتطرق الباحث في هذا المبحث إلى نقطة أساسية جدا ألا وهي الملكية العقارية والتي يغلب عليها الطابع الخصوصي بنسبة 99% ولكن رغم ذلك فإن توزيع هذه الأراضي غير متكافئ بين الفئات الاجتماعية فمثلا الأعيان هذه الفئة تملك نسب لا بأس بها بسبب مكانتها في المجتمع ولأسباب تاريخية.
ومن العناصر التي درسها الباحث أيضا نجد السكن الذي يعد انعكاسا للوضعية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضا، وفي منطقة تازارين فينتشر فيها النمط التقليدي (بيوت من الطين والحجر) إلا أنه في العقود الأخيرة وفي خضم الدينامية السوسيو- اقتصادية التي عرفها المجال الترابي لتازارين أفرزت نمطا جديدا عصريا إلى جانب (القصور- والقصبات)، وفي ظل هذه التحولات تراجع النمط التقليدي على حساب النمط العصري، كما أن مهام هذا النمط التقليدي اختلفت الآن ولم تعد لها نفس الوظيفة التي كانت تؤديها قديما وبهذا تراجع بفعل عوامل متداخلة (اجتماعية، سياسية، تاريخية) أما فيما يخص السكن العصري الذي يستعمل أدوات جديدة (اسمنت، حديد، آجور، رمال، حصى...) الذي انتشر في الكثير من الدواوير وهو تطور مستمر حيث انتقل من 0,7% سنة 1994 إلى 1,6% سنة 2004 وهذا بفعل المهاجرين إلى الخارج، وهذا ما يؤكد أيضا تطور رخص البناء في بالمنطقة (مبيان 4، ص: 89) حيث انتقل عدد رخص البناء من أقل من 5 رخص سنة 2009 ليصل إلى أكثر من 35 رخصة سنة 2012 أي بعد مرور ثلاث سنوات.
أما البنيات التحتية بالمنطقة فهي في طريق التحسن، ودائما ما يقاس مستوى التنمية بالبنيات التحتية الأساسية حيث تعد الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية والحركية الاقتصادية وتسهيل الولوجية لمختلف الأماكن ولعل أهم هذه البنيات الأساسية الخاصة بمدى تزود الساكنة بالماء الصالح للشرب وفي هذا المجال فإن التدخلات ظلت محدودة مجاليا ومتأخرة زمانيا، رغم أهمية الماء في حياة الكائنات الحية بشكل عام، إلا أن الساكنة المزودة بالماء الصالح للشرب لم تصل بعد إلى 100%، إذ هناك دواوير لم تصلها بعد شبكة التزود بالماء الصالح للشرب وهذا ما تؤكده الأرقام 68% نسبة الساكنة المزودة بالماء الصالح للشرب سنة 2004. وتسهر الجمعيات على عملية التوزيع باستثناء المركز ودواوير الواحة التي تم تفويت تسيرها للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب(ONEP).
نفس المشكل الذي يعاني منه السكان في التزود بالماء تعيشه أيضا في الكهرباء الذي يتميز بضعف قدرته وتكرار الإنقطاعات، فرغم أن تازارين شهدت تطورا ملحوظا في نسب التغطية بالكهرباء حيث وصلت النسبة إلى 92% سنة 2009 بعدما كانت 20% فقط سنة 1994 فإن مستوى الخدمات لا ترق إلى مستوى تطلعات الساكنة.
أما فيما يخص الشبكة الطرقية فقد شهدت في السنوات الماضية تحسنا وتطورا ملحوظا بعدما كانت هشة وهذا التحسن بدون شك سيساعد في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي وإحداث دينامية على مختلف المستويات. إلا أن %61,5 من الساكنة تقول أن الطرق ضعيفة ولا تساعد على سلاسة حركة وسائل النقل والمواصلات هذه الأخيرة التي لا زالت تعرف نقصا كبيرا حيث لا تتوفر سوى على 8 سيارات أجرة و 5 سيارات خاصة بالنقل المزدوج وثلاث حافلات أما الوسيلة الأكثر استخداما فهي النقل السري (الخطاف) في الربط بين المركز والدواوير.
ومن النقاط الرئيسية التي تثير اهتمام الجميع في كل الأزمان والتي هي المستوى التعليمي وما له من أهمية بالغة في تنمية الفرد والمجتمع، فمجال الدراسة في تحسن رغم المشاكل التي يعانيها على مستوى ضعف البنيات التحتية حيث تتوفر تازارين على سبع مجموعات مدرسية تضم 24 مدرسة موزعة على 17 دوارا وعدد التلاميذ المتمدرسين في عدد مستمر، وتعمق الباحث في هذا الصدد ليدخل في تفاصيل دقيقة جدا متعلقة بمستوى التعليم لدى الساكنة وصنفهم حسب العمر والجنس... أما نسب الأمية بالمنطقة يمكننا أن نلخصه في تراجع هذه النسبة التي انتقلت من %56 سنة 1994 إلى حوالي 49,2% سنة 2004، كما تختلف هذه النسبة بين الذكور والإناث، وكذلك من دوار إلى أخر وبين الدوار نففسه.
وانتقل الباحث في مبحث آخر إلى الحديث عن الأسس الاقتصادية المحلية والوضعية الاجتماعية والاقتصادية التي وصفها بالهشة خصوصا القطاع الصحي الذي لا يرقى إلى مستوى تطلعات السكان لأن جل المؤسسات الصحية تتوطن بمركز الجماعة، فرغم المجهودات التي تبدل والمتمثلة بالأساس في التجهيزات المختلفة (سيارة الإسعاف، التجهيزات الطبية...) إلا أن مستوى الخدمات يبقى هزيلا، وهذا ما أكده الباحث من عمله الميداني المتمثل في الاستمارة المعبئة مع الساكنة المحلية. لينتقل بعد ذلك إلى تقديم مختلف الأنشطة السوسيوثقافية والرياضية وتتمثل أساسا في مركز التربية والتكوين ودار الطالب، ودار الطالبة، وبعض المؤسسات الرياضية المتمثلة في المركز السوسيواقتصادي المدمج، ومعلب متعدد التخصصات، ودار الشباب تازارين...
أما التشغيل بتازارين فيعرف انخفاضا مقابل ارتفاع في نسبة البطالبة وذلك نتيجة لوضعية الاقتصادية الهشة للمنطقة واللاتوازن بين اليد العاملة النشيطة ونسب التشغيل (جدول 20، ص: 120) وأغلبية الساكنة النشيطة تعمل في قطاع الفلاحة بنسبة 50,3% وذلك راجع لطبيعة الاقتصاد المحلي ذو الطابع الفلاحي. وقد تداخلت هذه العوامل مجتمعة لتفرز نسب فقر مرتفعة بالمنطقة وهشاشة متزايدة. هذا ما يشكل عائقا وتحديا حقيقيا للتنمية في المنطقة.
أما فيما يخص القطاعات الاقتصادية فتتميز بالهشاشة ومحدودية الإنتاجية وهذا ما نلمسه في قطاع الفلاحة ذو الطابع المعاشي وتربية واسعة للماشية. والذي يرتبط ارتباطا شديدا بالأمطار، ويشغل هذا القطاع أزيد من 50% من مجموع الساكنة، رغم أن نسبة استغلال الأرض الصالحة لا تتجاوز 30% من مجموع المساحة الصالحة للزراعة إلا أن الإنتاجية الفلاحية تتميز بالتنوع رغم ضعفها تتصدرها الأعلاف، فالحبوب، والحناء ثالثا... (مبيان 20، ص: 126).
أما تربية الماشية فتشكل مصدر دخل للساكنة وإنتاجها مرتبط بوفرة التساقطات ومرتبطة أكثر بالزراعة حيث يبلغ عدد الرؤوس حوالي 12047 موزعة على الغنم والبقر والجمال والدواب وتتميز تازارين بشساعة المراعي (77180 هكتار)، وبالنظر إلى حجم القطيع تتضح بجلاء الأهمية التي تكتسيها تربية الماشية بالمنطقة، وعموما فالقطاع الفلاحي رغم أهميته لم يعد يحقق الاكتفاء الذاتي للساكنة وذلك لعدة إكراهات تتمثل بالأساس في ندرة المياه وتوالي سنوات الجفاف.
أما قطاع التجارة فهو لا بأس به وآخذ في التحسن حيث أضحى يعرف تنوعا مع غلبة واضحة لتجارة المواد الغذائية (جدول رقم 23، ص: 131)، ومن هنا أشار الباحث إلى السوق الأسبوعي الذي وصفه بالسوق القديم وله أهمية اقتصادية واجتماعية وبوظائف متنوعة وبنية تحية هزيلة.3 وهذا ما استدعى إنجاز سوق أسبوعي جديد الذي بدأت فيه الأشغال وبدون شك سيساهم في خلق دينامية اقتصادية جديدة، في حين أن قطاع السياحة بدوره في دينامية مهمة رغم مسميته وهشاشة البنيات التحتية، وساعد في هذه الدينامية الموقع الجيوستراتيجي لتازارين حيث تجمع بين ثلاثة أقطاب سياحية كبيرة (الرشيدية، زاكورة، ورزازات) و(الخريطة 13، ص: 135) توضيح ذلك كما تعرف المنطقة العديد من الفنادق والقصبات...
أما فيما يخص الخصائص المؤسساتية للجماعة فهي لا تكفي لتحقيق التنمية لوحدها، بل ذلك يتطلب إطارا مؤسساتيا له صلاحيات واستقلالية تمكنه من تسيير الشأن المحلي، وتتكون الأجهزة المؤسساتية للجماعة من: (المؤسسة الجماعية، والموارد البشرية، منتخبين جماعيين) وركز الباحث على هذه الأخير حيث عرض مستواها الثقافي ورصد انتماءاتها السياسية، وأدرج توزيع أعضاء المجلس الجماعي حسب ميدان الاشتغال (مبيان 9، ص: 146).
- أما الجهاز الإداري للجماعة فيتميز بكونه يعرف نقصا في الموظفين وقلة الأطر المؤهلة وتبقى أراء الساكنة متباينة حول الخدمات التي تقدم من طرف موظفي الجماعة.
أما ميزانية الجماعة فرصد الباحث أن الموارد المالية لها في ارتفاع ملموس (جدول 28، ص: 151) ولكن رغم ذلك تبقى مساهمة الجماعة في التنمية المحلية محدودة ومختلف المشاريع التي أنجزتها مستقلة وليست ذات وقع كبير على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للساكنة، كما نسجل العمل المتواضع للجمعيات التي تتميز بمحدودية الإمكانات وضعف التأطير شأنها شأن التعاونيات.
أما الفصل الأخير من هذا النص الذي تناول فيه الطالب مختلف الفاعلين ورهان التنمية بجماعة تازارين، والذي استهله بتقديم مختلف الفاعلين في تراب الجماعة وعلى رأسهم الجماعة القروية كفاعل أساسي في التنمية الترابية كونها المسؤولة عن ترابها وتنظيمه من خلال جميع المشاريع التي تهم الجماعة، وبالإضافة إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي لعبت دورا مهما في مختلف البرامج والمشاريع التنموية بالمنطقة (بناء المدارس- دار الطالب والطالبة...)، وكذلك نجد من بين المتدخلين في الجماعة المكتب الوطني للكهرباء والذي يتدخل عبر البرنامج الوطني للكهربة القروية الشامل، إلى جانبه نجد أيضا المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ومهمته تزويد الساكنة -خاصة ساكنة الواحة- بالماء الشروب، ومن بين الفاعلين نجد العمالة التي تلعب دور الوصاية والتنسيق بين مختلف الفاعلين، وكذلك الوكالة الحضرية لورزازات زاكورة، ومديرية الجهة المائية لكير زيز غريس الرشيدية، وغرفة التجارة والصناعة، والمجلس الإقليمي للسياحة، ومركز الاستثمار الفلاحي، والتعاون الوطني، نيابة الشباب والرياضة، ومنظمة هيئة السلام الأمريكية، ثم النسيج الجمعوي، والخطاطة رقم 3، ص:171 توضح أهم الفاعلون الأساسيون المتدخلون بمجال الدراسة.
وخلص الباحث في هذا الفصل إلى أن الفاعلون المتدخلون في تراب تازارين متعددين كل بتصوره وتمثلاته ورهاناته وإيديولوجياته، وأنهم مطالبين ببدل مجهودات أكثر، لأن المنطقة لازالت تعاني العديد من المشاكل والخدمات المقدمة تبقى دون مستوى تطلعات الساكنة وانتظاراتها.
وختم الطالب الباحث الحسين ابعسين بحثه إلى خلاصة أساسية مؤداها أن البحث عن تنمية ترابية بالمنطقة يستلزم أولا، إعداد خطة لإعادة تشكيل التراب انطلاقا من مسلسل منهجي جديد يرتكز بالأساس على منح مسؤوليات أعمق لمختلف الأقطاب الفاعلة محليا وتحفيزها على الابتكار والدفع بالعجلة التنموية لأقصى الحدود ثانيا.
الدراسة النقدية:
حاول الطالب الباحث: "الحسين ابعسين" من خلال هذا البحث رصد دينامية المجال الترابي بجماعة تازارين والفاعلون فيها ورهانات التنمية الترابية المستدامة، وذلك بمحاولة منه تقديم دراسة ميكرو جغرافية لمجتمع يقع مجاليا ضمن المغرب الشرقي، وهو مجال ذو ظروف وإمكانات طبيعية صعبة وبنيات ضعيفة للتنمية وكان هذا أساس إشكالية الباحث التي سعى من خلالها الكشف عن الديناميات والممارسات والارتباطات الترابية بين السكان والمجال. وعموما فكوننا طلبة باحثين مبتدئين حاولنا تحليل هذا النص الجغرافي بأسلوب علمي بعيدا عن الحكم المسبق، ورغم أننا لم نتمرس على الأسلوب النقدي بعد، إلا أن هذا لا يمنعنا من محاولة نقد كل ما جاء به النص سواء على مستوى الشكل، والمفاهيم المستعملة، والمنهج المتبع، والوسائل المستعملة، وكذلك النتائج التي تم التوصل إليها والإشكالية التي عالجها الباحث قصد الكشف عن نقاط القوة لهذا العمل (القيمة المضافة التي جاء بها النص) ونقاط الضعف (بعض الثغرات) ولا نسعى بهذا التقليل من قيمة هذا العمل، بل الغرض هو كسب التجربة والاطلاع على مجال الدراسة.
ولهذا نطرح الأسئلة التالية:
إلى أي حد تمكن الباحث من الإحاط بالإشكالية وضبتها؟ وما هي الفرضيات التي استعملها؟ وما هي أبرز المفاهيم التي وظفها؟ وما هو المنهج الذي اتبعه؟ ثم ما هي الأدوات التي استعملها؟ وإلى أي حد يمكن تعميم النتائج التي توصل إليها؟
1-على مستوى الشكل:
من خلال النظرة إلى غلاف البحث يتضح أنه كسائر البحوث الأكاديمية التي سبقته، حيث احترم الباحث نفس الترتيب المعتاد في جل الدراسات، حيث كتب العنوان وسط الغلاف بخط كبير ومضغوط وفي الأعلى نجد اسم الكلية وهي كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة القاضي عياض مراكش، وكذلك اسم وحدة الماستر التي درس فيها الباحث، أما في الأسفل نجد اسم الطالب الباحث، ولجنة المناقشة التي تتضمن اسم الأستاذ المشرف الذي "عبد العزيز يحيوي" والأستاذ المناقش والأستاذ المقرر، كما نسجل غياب أي صورة داخل الغلاف وعموما فحجم هذا النص متوسط حيث يحتوي على 216 صفحة، استهل هذه الصفحات بإهداء وكلمة شكر للأستاذ المؤطر، ليضع في الصفحة الموالية لائحة لاختصارات أو الاختزالات التي استعملها وقسم البحث إلى ثلاثة فصول كبرى في كل منها تقديم وخاتمة، وفي هذا الشأن يحسب للباحث أنه حافظ على الترتيب المتبع في إنجاز البحوث، وخصص آخر بحثه للمراجع والفهرس، وفصل بين المراجع باللغة العربية والفرنسية، وصنفها كل حسب انتمائه كما أدرج لائحة للخرائط والجداول والصور والخطاطات وفهرسها بشكل جيد.
2-الإشكالية:
إن دراسة الباحث تتمحور بالأساس على إشكالية محورية أراد من خلالها كشف النقاب عن مختلف التحولات والديناميات التي يعرفها المجال الترابي لجماعة لتازارين، وكذلك، رصد مختلف الفاعلين بها، وكذلك رهاناتهم في تحقيق التنمية الترابية المستدامة، وإشكالية هذا البحث هي عنوانه في الوقت نفسه وكتبها الباحث بشكل مضغوط في الصفحة التاسعة: "دينامية المجال الترابي لجماعة تازارين الفاعلون ورهان التنمية الترابية المستدامة" وجزأ الباحث هذه الإشكالية إلى تساؤلات يرى فيها أنها جديرة بالطرح وبالدراسة العميقة من أجل وضع استراتيجية واضحة علميا وعمليا لمعالجة هذه الإشكالية.
ولهذا، فإن الباحث ظل وفيا لهذه الإشكالية حيث ربط جل استنتاجاته بها، إذ يقول في الصفحة 161 (وما استخلصناه من هذا الفصل أن المجال الترابي أصبح يعرف ديناميات متعددة نتيجة عوامل متداخلة...). فالباحث هنا لم يتوانى في ربط الاستنتاجات والإشكالية.
3-الفرضيات:
الباحث بعد الإشكالية صاغ مجموعة من الفرضيات وذلك من أجل ترجمة إشكاليته ومحاولة التحقق منها في المجال، هذه الفرضيات بدون شك تساعد القارئ في تتبع البناء المنهجي والفهم الجيد للدراسة، وقد طرح الباحث هذه الفرضيات انطلاقا من ملاحظاته وتشخيصه للاختلالات المجالية والتنموية ومن معايشته للواقع المحلي للجماعة القروية تازارين ومن بين هذه الفرضيات.
* من المفترض أن سبب هذه الاختلالات له علاقة وطيدة بسياسة النخب المحلية المسيرة للجماعة.
* وجود الجماعة في مفترق طريق وطنية رقم 12 وجهوية رقم 108 قد يساهم في تحقيق التنمية الترابية وفي الجاذبية من خلال خلق دينامية اقتصادية على مستوى تراب الجماعة.
* أهمية الموقع الاستراتيجي للجماعة كصلة وصل بين ثلاثة أقاليم تشكل أقطاب سياحية بالجنوب الشرقي المغربي (ورزازات، زاكورة، الراشيدية)، يساهم في تنشيط ودينامية المجال الترابي للمنطقة.
إن الباحث من خلال تشخيصه للميدان واستنتاجاته استطاع التحقق من صحة بعض فراضياته ويرى أن مجال الدراسة عرف تحولات سوسيو مجالية عميقة وعلى جميع المستويات، واستطاع في الأخير أن يجيب عن إشكاليته انطلاقا من هذه الفرضيات.
4-المقاربات المستعملة في البحث:
من المعلوم أن لأي بحث علمي منهجية ومقاربات خاصة به وهي السبيل الذي يمكن سلكه للحصول على أجوبة علمية تكون أعمق لموضوع الدراسة لهذا اعتمد الباحث أربع مقاربات منهجية نظرية ومقاربتين تطبيقيتين ميدانيتين، ففي ما يخص المقاربات المنهجية النظرية تجد الباحث وظف مقاربة تاريخية لرصد تطور مختلف مظاهر الدينامية بالمجال الترابي لجماعة تازارين، كما اعتمد على المنهج الاستنباطي الذي ينطلق من العام إلى الخاص، ثم المنهج البنيوي الوظيفي وذلك لكون مجال الدراسة –كما أشار الباحث إلى ذلك في البحث- عبارة عن نظام ونسق مركب ولفهمه يجب الإلمام بجزئياته ومراعاة كل مكوناته، ونظرا لطبيعة الموضوع استعمل الباحث كذلك مقاربة استقرائية وانطلق من مقدمات وحقائق وحاول الوصول إلى خلاصات عامة.
وعموما فالباحث خاض نزالا فكريا تمكّن عَبْره من المزاوجة بين عدة مقاربات واستطاع من خلالها الوصول إلى فهم دينامية المجال التازاريني في بعدها الزماني والمكاني من خلال الوقوف على أهم الأحداث التاريخية التي عرفتها المنطقة وربطها بالحاضر عن طريق تقديم المعطيات البشرية لها، والتنبؤ بمستقبلها وفهم بنيتها. أما فيما يخص المقاربات التطبيقية الميدانية الإحصائية فهي تتجلى بالأساس في الاستمارة والمقابلة باعتبارهما الآلية الناجعة للتحقق من الفرضيات وربط ما هو نظري بما هو ميداني، وذلك بتعبئة الاستمارات، والقيام بمقابلات شفوية بين مختلف الفاعلين التنمويين بالمنطقة.
5-المفاهيم المستعملة:
قام الباحث منذ البداية بتحديد مجموعة من المفاهيم ، إذ أنه خصص لها مبحثا خاصا في الفصل الأول عنونه بالإطار المفاهيمي للبحث، وفيه قام بالوقوف وبشكل مفصل بحيث خصص 18 صفحة لتوضيح مجموعة من المفاهيم المؤطرة للدراسة من قبيل : (مفهوم المجال، مفهوم التراب، مفهوم الفاعل، مفهوم التنمية، مفهوم التنمية الترابية)، وهنا تكمن الأهمية التي أعطاها الباحث للإطار المفاهيمي، وإذا تأملنا في هذه المفاهيم نجد أنها المشكلة لعنوان البحث "دينامية المجال الترابي لجماعة تازارين، الفاعلون ورهان التنمية الترابية"، ونجدها تتكرر باستمرار في جميع فصول البحث إلى جانب مفاهيم أخرى من قبيل (مفهوم الدينامية، مفهوم الإستراتيجية...) كما ركز الباحث على مفهومين محوريين وهما (مفهوم التنمية، مفهوم التنمية الترابية المستدامة) باعتبارهما لغة العصر وغاية كل مجتمع يريد التغير نمو للأفضل. وقد أقر الباحث بصعوبة تحديد هذه المفاهيم ذات الطبيعية الاجتماعية في العلوم الإنسانية وإعطائها تعريفا وحيدا وموحدا، وذلك لما لها من قراءات وتأويلات يصعب تحديدها بشكل دقيق، كما أنها تختلف حسب نوع المقاربة والتصور.
وعموما فالتحديد الذي قام به الباحث للمفاهيم ساعد وبشكل كبير في توجيه مسار البحث وتقليص الهوة بين الفكر "النظرية" والواقع.
6- المنهج المتبع:
يشير المنهج إلى مختلف القواعد والإجراءات التي يلتزم بتتبعها الباحث ليصل إلى أهدافه المسطرة، فكل بحث علمي يلتزم به عند استقصاء الظواهر ومعالجتها وتحليلها وتفسيرها، ومن خلال قراءتنا لهذه الدراسة وتحليل ثناياها ومحتواها، استخلصنا أن الباحث اعتمد في عمله على المنهج الاستنباطي، وهو منهج ينطلق من ما هو عام إلى ما هو خاص وجزئي، فهو إذن يستخلص القواعد والمفاهيم السابقة، حيث، كل عنصر هو نتاج فكرة سابقة أو بديهية أو فرضية، لذلك فإن الباحث غالبا ما ينطلق من العام نحو الخاص وهذا ما نلمسه بالخصوص في فصل البحث الثاني حيث قدم المعطيات العامة للجماعة طبيعية كانت أم بشرية، ليصل إلى التفاصيل الدقيقة عن الدواوير ومركز الجماعة. كما انطلق من المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة، وبشكل عام، ليوزعها فيما بعد على المركز والدواوير. كل هذه النماذج تظهر بجلاء أن الباحث قد اعتمد في "بنائه المنهجي على المنهج الاستنباطي، فهو يستخلص النتائج من خلال فرضيات، لكن من خلال نظرتنا الأولى إلى عنوان هذا النص اعتقدنا أن الباحث سيعمل على إشكالية أسنية وسلوكية وستطلب منه مقاربة استقرائية واستدلالية بالأساس لكي يخرج ببحث ميكرو جغرافي لمجتمع المنطقة قيد الدراسة، لكنه ركز بالأساس على المنهج الوصفي التفسيري في تناوله للمعطيات الطبيعة والبشرية، رغم قصور الباحث في دراسة العلاقات والممارسات المجالية، وإلى جانب المنهج الاستنباطي نجد الباحث وظف منهجا تاريخيا، ومنهجا استقرائيا، ومنهجا وظيفيا بنيويا وذلك بحكم طبيعة الموضوع.
7- التقنيات والوسائل البيانية المستعملة:
لإنجاز أي بحث جغرافي من هذا النوع يجب على الباحث استعمال العديد من التقنيات والإجراءات الميدانية والأدوات التي تسهل وتوضح طريقة معالجة الباحث للإشكالية، كما أنها تساعد القارئ على ضبط محتويات الدراسة، ومن بين هذه الوسائل نجد الخرائط والصور والجداول والمبيانات والخطاطات... والتي اعتمد الباحث في إنجازها منظومة من التقنيات الحديثة في النظام المعلوماتي الجغرافي من قبيل (Gilobel mapper, Mapinfo...) وهذا ما توضحه الخطاطة رقم 1، ص: 14 التي تلخص منهجية هذا البحث.
7-1- الخرائط:
تعد الخرائط أهم الأدوات الأساسية في العمل الجغرافي بل نجزم ونقول أنها الجغرافي في نفسه، وقد وظف الباحث في هذه الدراسة 13 خريطة موزعة بين جميع الفصول وهي خرائط تعبر عن مواضيع متعددة، وهذا ما يجسد تمكن الباحث من البعد الجغرافي في معالجة إشكاليته. كما أنه أعطى أهمية كبيرة للمقاربة الخرائطية لإظهار وتوضيح انتظام المجال والجدير بالذكر أن الباحث وفق في احترام شروط العمل الكارطوغرافي. كما أنه رقم هذه الخرائط ووضع لائحة لها في آخر البحث.
7-2- الجداول:
وظف الباحث في هذه الدراسة 36 جدولا وزرعها على مختلف الفصول وتخدم موضوعات مختلفة، والملاحظ في هذه الجداول أن غالبيتها تكون لخدمة موضوعات مختلفة تارة يوظفها بمتغير واحد لمعالجة ظاهرة ما وتارة مركبة من متغيرين لغرض المقاربة (جدول 7، ص: 76 الذي يقارن بين معدل وفيات وولادات الأطفال في المنطقة وجدول 17، ص: 112 وجدول 20، ص: 120...) ومن ناحية التوثيق فالباحث وثقها بشكل جيد، وتتميز بالبساطة وسهولة القراءة.
7-3- الصور:
بحكم أهمية الصورة في عصرنا اليوم الذي أضحى معروفا بعصر الصورة والقول المشهور الصورة أبلغ من الكلمة، فالباحث استعمل 51 صورة توثق وتشخص بالملموس المجال الذي يدرسه الباحث واحترم في ذلك التوظيف العلمي للصورة وسياقها داخل البحث ولها مصادرها أيضا، وقد أعطت قيمة مضافة وجمالية لهذا النص وقربتنا من الواقع وجعلتنا نعيش ما يعالجه الباحث من مواضع مختلفة في ملاحظة هذه الصور.
7-4- المبيانات:
وتعد من الوسائل التي يعتمدها الجغرافي للمقارنة بين الظواهر وقياس مدى تطورها في فترة زمنية معينة...وقد استعمل الباحث 15 مبيانا اعتمد في إنجازها على برنامج Excel وتتصف هذه المبيانات بالوضوح وسهولة القراءة، كما أنها عالجت مختلف قضايا الإشكالية.
7-5- العمل الميداني:
فيما يخص العمل الميداني فقد تمثل بالأساس في الاستمارة والمقابلة الشفوية وذلك محاولة من الباحث المطابقة بين ما هو نظري وما هو تطبيقي ميداني:
أ- الاستمارة: الاستمارات التي قام الباحث بتعبئتها تنقسم إلى ثلاثة أصناف: أولها استمارة موجهة لأعضاء المجلس الجماعي للوقوف على مدى اهتمامهم بالعمل السياسي والثقافة السياسية وبالشأن المحلي بدرجة أخص، وثانيها استمارة موجهة للمجتمع المدني لقياس مدى فعاليته في المشاركة الفعلية في صناعة واتخاذ القرار المحلي في أفق بناء تصور عام حول الشأن التنموي في المجال الترابي لتازارين. أما الصنف الثالث فهو موجه للساكنة المحلية وذلك قصد أخذ آرائهم وتبيان مدى إشراكهم من قبل الفاعل السياسي في الشأن التنموي والمحلي وهذا ما ركز عليه الباحث محاولا تجسيد الدور المهم الذي تلعبه المقاربة التشاركية في تحقيق التنمية الترابية المستدامة المحلية.
ب- المقابلة الشفوية: إلى جانب تعبئة الاستمارات، اعتمد الباحث تقنية المقابلة الشفوية خاصة مع أعضاء المجلس الجماعي (الأغلبية-المعارضة)، وفعاليات المجتمع المدني وكذا بعض ممثلي السلطة المحلية إلا أن الباحث أغفل إجراء هذه التقنية مع أهم عنصر فاعل في التراب وهم الساكنة المحلية، رغم أنه عبأ الاستمارات بينهم، إلا أن الباحث لم يناقش مع الساكنة المحلية وهذا له دور في التعمق أكثر في مشاكلها والكشف عن ممارساتها وبالتالي البحث عن علاقات ومحاولة فهمها لوضع حلول لها كمرحلة أخيرة.
7-6- الأساليب المستعملة:
إن الدراسة الأسلوبية لهذا النص يتضح أن الباحث سلك المنهج الجغرافي الذي يعتمد غالبا أسلوب الوصف، ثم أسلوب التفسير، وفي لمحة لوضع الباحث رؤية استشرافية لمستقبل التنمية الترابية المستدامة وآفاقها موظفا في ذلك أسلوب التنبؤ.
أ- أسلوب الوصف:
إذا تأملنا في الفصلين الثاني والثالث نرى أن الباحث اعتمد في تقديم المعطيات الطبيعية (التضاريس، المناخ، التربية، الماء...)، والمعطيات البشرية (البنية الديموغرافية، عدد السكان...) على أسلوب وصفي تفسيري وتكريبي وخصوصا في الفصل الثاني الذي كان عبارة عن تشخيصات قدم فيها الباحث وصفا دقيقا وشاملا لمجال الدراسة وبهذا الأسلوب استطاع الباحث ترجمة بعض ملاحظاته الميدانية.
ب- أسلوب التفسير:
إن الغرض من استعمال الباحث لهذا الأسلوب كان بالأساس تفسير الممارسات المجالية للمجتمع في المنطقة قيد الدراسة، وكذلك تفسير اختلاف وظائف بعض مكونات المجال عبر الزمن. واقتماصها وظائف جديدة وعلى سبيل المثال وظيفة القصور والقصبات التي كان دورها في القديم في السكن فقط والحماية، إلا أنها تقمصت دورا جديدا يتمثل أساسا في القطاع السياحي...كما أنه استعمل هذا الأسلوب لتفسير ما جاء في المسائل البيانية المختلفة.
ج- أسلوب التنبؤ:
في إطار رؤية استشرافية وظف الباحث أسلوب التنبؤ، وهذا ما نلمسه بالخصوص في المبحث الثاني من الفصل الثالث الذي عنونه ب "أفاق التنمية الترابية بجماعة تازارين" وفيه تنبأ بالوضعية التي يجب أن تكون عليها التنمية الترابية بالمنطقة مستقبلا، وبعض الحلول التي يجب مراعاتها لتحقيق هذا الهدف.
وعموما ساعدت هذه الأساليب في نسج فصول هذا البحث وساهمت في انسجام محاوره وبينت إلى حد كبير مسار الباحث في معالجته لإشكاليته والدفاع عنها.
7-7- المراجع والمصادر:
لكل بحث إطار نظري يوجهه، لذا، فلابد من قراءة العديد من المراجع (كتب، مقالات، مجلات، وثائق...) من أجل اكتساب قاعدة نظرية تزكي طرح أي باحث. وبالنظر إلى هذا البحث فقد اعتمد الباحث على ترسانة من المراجع مقسمة باللغتين العربية والفرنسية، حيث بلغ عدد الأولى 32 كتابا و10 بحوث وأطروحات جامعية، و12 مقالة، والعديد من الوثائق الإدارية، ومحاضر دورات المجلس الجماعي لجماعة تازارين وقوانين أساسية للجمعيات، وكذلك تقارير اللجان المحلية للتنمية، وبعض اتفاقيات الشراكة، وبعض الإدارات والمصالح العمومية أما الثانية أي اللغة الفرنسية فقد بلغ عددها 70 كتابا و16 أطروحة ورسالة جامعية، بالإضافة إلى الويبوغرافيا التي استعمل فيما الباحث 13 موقعا إلكترونيا.
وأهم ما يميز هذه المراجع والمصادر هو غزارة الكتب التي وظفها الباحث سواء تلك التي تلامس بحثه مباشرة أو بطرق غير مباشرة حيث يفوق عددها باللغتين 102 كتابا، وهذا ما يزيد من قيمة هذا البحث ويكوِّن منه مرجعا بدوره يحتوي عصارة لهذه الكتب ويشكل مرجعا غنيا لمختلف الباحثين.
8- الهدف من الدراسة وقيمتها الإضافية:
إن أهم النتائج التي سعى إليهما الباحث من خلال هذه الدراسة رغبته في دراسة أكاديمية هي الأولى من نوعها لهذا المجال وبذلك توفير مرجع للباحثين الأكاديميين في مختلف العلوم، وكذلك تقديم واقع حال المجال الترابي لجماعة تازارين من خلال العمل الميداني، وكذلك التعرف على المقومات الاجتماعية والاقتصادية التي تساهم في دينامية هذا المجال، زد على ذلك الكشف عن أهم الديناميات التي تطبع هذا المجال الترابي وإبراز العوامل والميكانزمات الخفية المتحكمة فيها.
9- اللغة:
فيما يخص اللغة التي كتب بها الباحث فهي لغة بسيطة سهلة القراءة وتتميز بالوضوح وعدم التعقيد، وبهذا يَسْهُل فهم وضبط الأفكار والمعطيات التي جاءت بها الدراسة.
إن الغرض من هذه القراءة النقدية لهذا النص ليس التقليل من قيمته العلمية، بل الاستفادة من الجانب المنهجي وفهم ما يختزله بين ثناياه، أما القيمة المضافة لهذا البحث فيعد الأول من نوعه في المنطقة واستطاع من خلاله الباحث المساهمة في إغناء الساحة الجغرافية بمرجع ذو قيمة علمية جيدة، كما أنه استطاع تقديم تشخيص ترابي لجماعة تازارين وبحث عن مكامن الخلل وحاول معالجتها بوضع حلول ورؤية استشرافية لما يجب أن تكون عليه التنمية الترابية بالمنطقة وأزال الغبار عن هذا المجال الذي يقع ضمن ما يسمى بالمغرب العميق واستطاع تحديد المشاكل التي يتخبط فيها.
وخلاصة القول فهذه الدراسة لها قيمتها العلمية وتجسد وزن الجغرافي في إعطاء رؤية حول تنظيم المجال في الزمان.
خاتمة:
ما نخلص إليه في الأخير، أن الباحث وبشكل عام استطاع احترام الترتيب المتعارف عليه في سائر البحوث العلمية إن على المستوى المنهجي والشكلي، أما فيما يخص المضمون فقد حاول الباحث تشخيص ووصف مجال دراسته وتقديم معطيات هامة حوله، إلا أنه لم يتعمق بشكل كبير في دراسة الممارسات والعلاقات بين الإنسان والمجال، كما أنه أكثر من التساؤلات والفرضيات مما قد يصعّب المأمورية في ضبط الإشكالية ومعالجتها بشكل دقيق، كما أن الباحث وفق في التعامل مع الوسائل البيانية وتوثيقها وكذلك توظيفها بالشكل المناسب، وأخيرا فالباحث قام بمجهودات كبيرة وهامة لدراسة هذه الدينامية التي يعرفها المجال الترابي لجماعة تازارين، ورصد مختلف وأهم الفاعلين بها وتدخلاتهم ودورها في تحقيق التنمية الترابية المستدامة وتوصل إلى عدة حدة حقائق تتطلب طرح أسئلة جديدة وخوض غمار البحث من جديد لنصل إلى أجوبة أو حقائق نسبية لها وفتح آفاق السؤال والبحث أمام الباحثين. 



:يمكنك تحميل الورقة من خلال الرابط أسفله

هناك 9 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أول أهنئك بهذا العمل العلمي الرصين والذي من خلال ملخصه يظهر بأنه يستحق القراءة. لهذا أستاذي الكريم أرجو منك أن تزويدني بهذا العمل في صغة Pdf كي أطلع عليه لأنني أنجز بحثا حول مدينة تطوان يتشابه من حيث مواضيعه وإشكالياته مع بحثك. إن تكرمت أرسل لي عبر البريد الإلكتروني zarouali_b@hotmail.fr

    ردحذف
  2. موضوع غاية في الروعة شكرا استادي على هده المعلومات الغنية

    ردحذف
  3. سلام عليكم عرض جميل هل ممكن ان ترسله لي جزاك الله خيرا عبر هذا الرباط ff377127@gmail.com

    ردحذف
  4. السلام عليكم، عرض جميل أخي يشوق إلى قراءة هذا البحث، إذا أمكن أن ترسل لي نسخةوجزاك الله خيرا.
    med.lakhdari@gmail.com

    ردحذف
  5. موضوع وقراءة تحليلية نقدية مرنة وجيدة هل بإمكانك أن ترسل لي البحث وشكرا.
    diyabfr@gmail.com

    ردحذف
  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اكتشفت هذا الموقع صدفة راقني كثيرا طبيعة المواضيع المطروحة هل هناك فرصة للاستفادة منها شكرا لكم، استاذة لمادة الاجتماعيات

    ردحذف
  7. السلام عليكم هذا العرض جيد هل بامكانك ان ترسل لي البحث وشكرا

    ردحذف
  8. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته هل بامكانك ان ترسل لي هذا النص وشكرا

    ردحذف
  9. السلام عليكم هل من الممكن إرسال نسخة من البحث mohameddif9@gmail.com

    ردحذف